وكيف تنقلب العصا حية تسعى كما هنا ، ام جانا مهتزا كما في النمل (٣١) والقصص (١١) : (رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ) ام ثعبانا مبينا كما في الشعراء (٣٢) والأعراف (١٠٧) والأوليان حالة واحدة ، والأخيرة حين ذهب الى فرعون؟.
إنها خارقة الهية كآية تدل على وحي الرسالة ورسالة الوحي ، وركب العلم السائر مهما كان حائرا فيها وحق له ان يحتار ، ولكنه ببلوغه ذروة من رقيّه يختار ما فيه يحتار ، انه في امكانية الانقلاب يوافق الأصول العلمية الثابتة ، ولكنه لا يسطع عليه الا الله دون سواه ، حيث العناصر تتركب من جزئيات ، وهي من ذرات ، وهي من أجزائها من الكترونات وبروتونات ..
إذا فالأصول الفيزياوية والكيماوية لكافة العناصر هي الذرات المنتهية الى أجزائها معروفة وسواها ، وما اختلاف العناصر والجزئيات والذرات إلا باختلاف التركبات مادة ومدة وعدّة وعدّة.
وقد اتيح للعلم لحد الآن تبديل عناصر الى اخرى! أفلا يتاح للقدرة الربانية الخلاقة لها تبديلات أخرى لا يقدر العلم عليها ، اختصاصا بساحة الربوبية كما هو في اصل الخلق وفروعه.
فالأجزاء التي تتشكل منها الحية هي هي التي شكلت منها العصا ، ثم هنا لك. خارقتان اثنتان ، أولاهما القفزة الزمنية لذلك الانقلاب سراعا ، وقد يحتاج الى الآفات من السنين وتوافقات لا يعلمها ويقدر عليها إلا الله ، وثانيتهما خلق روح الحية كما في سائر الأرواح على الإطلاق.
إذا فليست الخارقة الإلهية خرقا لضوابط العلية ، وحرقا للعلل ، بل هي تسريع في ترتيب العلل بقفزة زمنية أما هيه من جانب علة العلل ، فهو الخالق للأسباب والمسببات ، وله الأمر في شروطاتها وكافة لزاماتها