(اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) (٢٨ : ٣٢).
الجناح هو الكتف والإبط تشبيها بجناح الطائر حيث يعنى منه هنا ان يجنح طائر الرسالة الموسوية الى محطة الدعوة القاسية الفرعونية ، فأصبحت اليد والعصا برهانين من ربه الى فرعون وملئه.
و (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) تعني ان بيضاءها سليمة دون برص أو مرض (١) ، فلذلك ، ترجع الى ما كانت كما أعيدت العصا الى سيرتها الاولى.
وقد خرجت يد موسى ـ وعلّها هي اليمنى ـ بيضاء مشرقة وقد كانت سمراء (٢) وقد تكون اشارة الى اشراقة اليد الرسالية الموسوية في بلاغها ، وكما خرجت مشرقة في بلوغها ، فهنا موسى يسلك يده ويدخلها تحت إبطه ، وقد صور له صورة الجناح لما فيها من رفرفة وطلاقة في ذلك الموقف المجنح الطليق من رتبة الأرض وثقلة الجسم لتخرج بيضاء من غير سوء آية اخرى.
(لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) ٢٣.
«لنريك» قد تتعلق ب «ألقها» و «اضمم» كبداية وتقدمة : قلنا لك
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٧٥ في كتاب طب الائمة باسناده الى جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام) في الآية قال : يعني من غير مرض وفي البرهان ٣ : ٣٥ عن ابن بابويه بسند عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : من غير مرض.
(٢) البرهان ٣ : ٣٥ ـ عن تفسير القمي بسند عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : كان موسى شديد السمرة فاخرج يده من جيبه فأضاءت له الدنيا.