الشؤون الاصيلة الرسالية كما هي على عاتق موسى ، إزرا وردءا وتصديقا لتلك الرسالة السامية (وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) (٢٨ : ٣٤).
وقضية الحال هنا ان لو دام هارون بعد موسى لكان خليفته في رسالته ، فان الوزير في حياة الأمير هو الشخصية الاولى بين الشعب في كافة شروطات القيادة ، فهو الأمير بعد وفاته دون سواه.
هنا (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) تقتضي الشركة في كافة شؤون الرسالة ، وحيا وبلاغا وحجة أما هيه ، ولذلك نرى الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) يجعل عليا منه كما هارون من موسى ثم يستثنى النبوة.
ولا فحسب ان عليا (عليه السلام) وزير الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في متواتر السنة تنظيرا بآية الوزارة ، بل وهو اخوة وولده بل ونفسه المقدسة لآية المباهلة ومتواتر السنة ، فقد كملت الشروط وافية فيه لعرش الخلافة الاسلامية ، ولادة واخوة ووزارة ونفسية نفيسة هي انفس القواعد الأربع لعرش الخلافة.
ولنرجع هنا الى مادة الدعاء لموسى في هذه الوزارة السامية ، لكي نتعرف الى الوزارة العلوية العالية ، وعلى ضوء متواتر الرواية عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) على غرار الآية وقرارها.
(وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً ..) دليل ان جعل الوزارة الرسالية مخصوص بالله ، وليس للرسول أن ينتصب لنفسه وزيرا في أمره فضلا ، عن أمته فكما الرسالة هي من الله ، كذلك وزارتها من الله ، والا فلما ذا يسأل الله ان يجعل له وزيرا.