و «من اهلي» وطبعا هي الأهلية الرسالية دون النّسبية فحسب ، ولا سواها من أهليات لا تؤهل لوزارة الرسالة.
(هارُونَ أَخِي) ويا للأهلية من جمع جميل ان تعم جانبي الرسالة والرسول ، فهارون اهل لذلك الرسول رساليا ، واهل له نسبيا ، فهو اخوه في كلتا المرحلتين.
(اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) والأزر من إزار الرجل وهو الموضع الذي يشده إذا استعد لصعاب الأمور ، وهارون يشد أزر موسى في بلاغ الرسالة رساليا ، لا فقط ايمانيا ، فانه يعم كافة المؤمنين بهذه الرسالة ، ولذلك يلحّق اشراكه في الأمر بشد الأزر.
(وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) شركة رسالية في كافة بنودها دونما إبقاء لواحدة منها ، إلا ان موسى هو القائد الرسالي وهارون وزيره.
فالأزر هنا هو ظهر الرسالة الموسوية ، لا يشد إلا بمظاهر رسالي من نفس النمط وهو عضد الرسالة كما قال (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا) (٢٨ : ٣٥).
وقد تنطبق هذه المواصفات بصورة اجلى وسيرة اسمى وأعلى في وزارة علي (عليه السلام) للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) فسورة الإنشراح تشرح آية الوزارة ، ومتواتر الرواية عن طريق الفريقين يؤكد ذلك الشرح.
هنا تعالى معي الى سرد لألفاظ ما أخرجه الحفاظ والرواة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) لتعرف ابعاد هذه الوزارة العلوية العلوية.
لقد روى حديث المنزلة أول ما روى الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن الله تعالى إذ «هبط جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله