إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى)(٤٨)
(وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى) ٣٧
وهي المنة الاولى وان كانت هي الاخرى بالنسبة لما هنا :
(إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى) ٣٨
مهما بان البون بين وحيين ، فثانيهما (ما يُوحى) الى رسول الهدى وحي رسالي ، والاول وحي الهامي الى ام موسى وقد شمل ذلك الوحي نبأ عن وحي التكوين الى اليمّ وان يأخذه عدو لله وعدو لموسى.
وذلك المن الاول دون سؤال يؤكد تحقيق منّه بسؤال ، ولا سيما بعد الرسالة ، وعلّ (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ) تشمل كل سؤله منذ ولادته الى تربيته والى رسالته ومتطلباتها ، فان ذلك قضية المضي المؤكد ب «قد» في (قَدْ أُوتِيتَ) فمنّه تعالى مرة اخرى وهي الاولى داخل في سؤله فانه ليس سؤالا حتى يختص بالحال ، بل هو حاجة تقتضيه الحال على اية حال ، سألها بلسان القال او الحال ام لم يسألها في مقتضى الحال.
ولماذا (مَرَّةً أُخْرى) والمذكور في ما يوحى منن ثمان؟ علّه لأنه نظرا الى حياته الرسالية وقبلها ، فالمنن عليه في كل منهما مرة مهما كانت شتى ، فقبل رسالته منة هي ثمان ام تزيد ، وقبلها اخرى هي ستة ام تزيد فهما منتان كمجموعتين ، وهما منن ـ لأقل تقدير ـ هي اربعة عشر كعديدها.
فالمن الاول من الأخرى : (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى) فان مادة الوحي كانت لصالح الحفاظ على حياة موسى :
(أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) ٣٩.