منهما ، إذا فهما التسع في الأصل وكل التسع فروعها.
(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) ١٣.
ولماذا «هذا» و «آياتنا» تتطلب «هذه»؟ علّه لأنها قولتهم الهاتكة لها دون قول الله ، فهم تغامضوا عن عديد الآيات ، وحتى عن أنها آية إلهية ، فلم يعتبروها إلّا شيئا وامرا مّا غير خارق للعادة ، رغم انها مبصرة لمن ابصر إليها وبها ، ولكنهم كانوا قوما عمين ف (قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) لا ريب فيه حيث يبين سحره للناظرين ، وقد سبق لهم المسرح العظيم من صراع السحرة مع موسى في محشر الناظرين ، وثبت للساحرين أنفسهم ان ما جاء به موسى آية بينة من رب العالمين!
ولماذا مبصرة ، وكل آيات الله مبصرة؟ علّها توصيفة تأكيدية لفرقة وتبيينية لآخرين! أم أن الآيات غير المبصرة حسيا أبعد عن الحجة وان كانت اقرب الى المحجة واثبت ، وآيات موسى كلها مبصرة.
ولماذا «مبصرة» والإبصار إنما هو للناظرين؟ علّها مبالغة في وضوحها كأنها هي التي تبصر الناظرين لشدة لمعانها ، فتجلب الناظر لينظر إليها ، إذا فهي مبصرة في ذاتها ، دون حاجة إلى دافع آخر ، لكونها خارقة للعادة بينة لا غبار عليها.
(وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) ١٤.
هؤلاء الأغاد المناكيد (جَحَدُوا بِها) : الآيات المبصرة «و» الحال انهم (اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) حيث تجاوزت أبصارهم إلى عقولهم ، وشملت أنفسهم اللهم إلّا قلوبهم المقلوبة عن الهدى ، المليئة من الردى ، (جَحَدُوا بِها) لا عن اقتناع أو شبهة فيها أو ريبة تعتريها ، وانما (ظُلْماً وَعُلُوًّا) جحدا بألسنتهم