ألّا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله.
ثم «القرى» هي كافة المجتمعات من سائر المكلفين من الجنة والناس أجمعين أم من ذا؟ في كافة المدن الأرضية (١) والسماوية دون استثناء ، وأمها هي مكة المكرمة زادها الله شرفا.
ان الكعبة المشرفة هي اوّل بيت وضع للناس : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ) (٣ : ٩٦)(٢) والله تعالى بك الأرض ومكّها من مكة ، حيث حركها من حيث هي كنقطة أولى
__________________
(١). في تفسير البرهان ٤ : ١١٥ القمي قال قال : ام القرى مكة لأنها اوّل بقعة خلقها الله من الأرض لقوله : ان أوّل بيت وضع للناس ..
أقول : ان امية الرسول من جهات عدة منها انه من ام القرى ، ومنها انه لم يقرأ ولم يكتب قبل النبوة ، وان كان أقرأ القراء واكتب الكتاب بعدها (ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) والروايات التي تكذب النسبة الاخيرة انما تعني بعد النبوة لا قبلها كما في تفسير البرهان ١ : ٥٤١ باسناده عن علي بن حسان عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قلت له ان الناس يزعمون ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكتب ولا يقرأ؟ فقال : كذبوا لعنهم الله أنّى يكون ذلك وقد قال الله عز وجل : هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ... فكيف يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن ان يقرأ ويكتب؟ قال : قلت فلم سمي الامي! قال : نسب الى مكة وذلك قوله : لتنذر ام القرى ومن حولها ـ فأم القرى مكة فقيل : امي لذلك.
(٢)
نور الثقلين ٤ : ٥٥٧ عن تفسير علي بن ابراهيم القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى) ـ مكة ـ (وَمَنْ حَوْلَها) : سائر الأرض! أقول : وهذا بيان لأوسط المصاديق ل (مَنْ حَوْلَها)كما فسرت باقر بها الطائف في رواية أخرى رواها العياشي عن علي بن أسباط قال : قلت لأبي جعفر (عليهما السلام) لم سمي النبي الأمي؟ قال : نسب الى مكة وذلك من قول الله : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها). ـ وام القرى مكة (وَمَنْ حَوْلَها) الطائف (تفسير البرهان ٤ : ٥٤٠) وفي الدر المنثور ٣ : ٢٩ ـ اخرج جماعة عن ابن عباس في تفسير(مَنْ حَوْلَها) قال : يعني ما ـ