فيما اختلف فيه إلى غير الله لا يزيل الخلاف ، وقد يزيد خلافات على خلاف ، حيث الحيطة العلمية والحكمة العالية والرحمة الواسعة خاصة بالله ، وهي هي التي تزيل الخلافات.
فالرجوع إلى القياسات والاستحسانات أم ماذا مما لم يأمر به الله أو نهى عنه رجوع إلى آجن ماجن ، كما الرجوع إلى من لا يتبنّى من الفقهاء في حكمه كتاب الله وسنة رسول الله رجوع إلى الطاغوت ، فلا حكم إلّا لله!.
إن كتاب الله هو المرجع الرئيسي في أي حكم وفي أية خلافات ، يتبنّى في كل شارد ووارد ، يعرف به الغث عن السمين والخائن عن الأمين ، فما وافق كتاب الله هو وارد وما خالفه فهو مارد.
(ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي) ذلك المولى في التكوين وفي التشريع وفي كل شيء «الله» لكل شيء «ربي» حيث رباني ما لم يرب أحدا من العالمين «عليه» لا سواه «توكلت» في أموري كلها «وإليه» لا سواه «أنيب» : رجوعا إليه عما سواه ، وتوكلا عليه دون من سواه ، توكلا وإنابة في التكوين والتشريع سواء.
هذه الآية بما قبلها وما بعدها إلى الآية (١٦) تستعرض جذور الولاية الإلهية في التكوين والتشريع ، وأنه لا ندّ له ولا ضدّ فيهما وفي سائر شؤون الألوهية ، اللهم إلّا الدعوة إلى الله فهنا الولاية الشرعية لمن يصطفيه من عباده.
(فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(١١).
آية عديمة النظير من محكم القرآن ترجع إليها ما تشابه منه في كيان