الألوهية ، تستأصل كل مماثلة بين الله وسواه ، في ذات او صفات او افعال ، تبين خلقه عنه مباينة كينونة في ذات وصفة ، وأنه باين عن خلقه وخلقه باين عنه ، لا هو في خلقه ولا خلقه فيه.
فالمثل هو الشبيه أيا كان وإن بعيدا شبها واحدا في مليارات او اللّانهايات ، فعالم الخلق أشباه في أشباح مهما اختلفت الصور والماهيات ، حيث المادة لزامها الذاتي التركّب والتغير والحركة والزمان أيا كان وايّان ، والله مجرد عن المادة والماديات فلا يشبهها في ذوات او صفات ام ماذا إلا في مقام تحبير اللغات دون الحقيقة والذات ، ف «سبحان من لا يحد ولا يوصف (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(١) (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
__________________
(١) نور الثقلين عن اصول الكافي سهل عن ابراهيم بن محمد الهمداني قال : كتبت الى الرجل (عليه السلام) ان من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد فمنهم من يقول جسم ومنهم من يقول صورة فكتب بخطه : سبحان ...
أقول : هنا العجب العجاب من التفاسير الاثرية بين الفريقين ، من كثرة أحاديث الشيعة الإمامية حول الآية كما نذكر طرفا منها ، وقلة او عدم اثر من الأحاديث حول نفي المماثلة بين الله وخلقه من السنة وهذا مما يحير العقول كيف لم يرووا ولا حديثا واحدا يشابه آية نفي المثل عن الله تعالى ، سبحانه وتعالى عما يصفون!
وعن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال له رجل : اين المعبود؟ فقال (عليه السلام) لا يقال له : اين؟ لأنه أين الأينية ، ولا يقال له : كيف؟ لأنه كيف الكيفية ، ولا يقال له : ما هو؟ لأنه خلق الماهية. سبحانه من عظيم تاهت الفطن في تيار أمواج عظمته وحصرت الألباب عند ذكر أزليته وتحيرت العقول في ا فلاك ملكوته.
وقال (عليه السلام): اتقوا ان تمثلوا بالرب الذي لا مثل له او تشبهوه بخلقه او تلقوا عليه الأوهام او تعملوا فيه الفكر وتضربوا له الأمثال او تنعتوه بنعوت المخلوقين فان لمن فعل ذلك نارا.
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) من شبه الله بخلقه فهو مشرك ومن وصفه بالمكان فهو كافر .. ـ