الخاصة ، والآية من أقدم المكيات ، ولمّا تفرض هذه الزكوة ، ولا يؤتي الزكوة حاليا أن يزكى نفسه كما تقول شريعة الله ، فلا له أموال زاكية ولا أحوال زاكية (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) فهم لمثلث الزمان هم خاسرون ، وأما حاله الدنيا فلا يزكيها لا مالا بتعطفه على عباد الله ، ولا حالا في انعطافه بنفسه تقربا إلى الله ، وأما مستقبله فهو كافر بالآخرة ، فهو ناكر للمبدء والمعاد وبينهما يعيش نكران الشرعة الحاكمة بين المبدء والمعاد ف «ويل لهم» بدء وعودا ، ويل لهم في أولاهم وويل لهم في أخراهم!
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله واليوم الآخر وبشرعة الله حيث تزكى أحوالهم وأموالهم (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) التي تتجاوب وإيمانهم (لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) ولا مقطوع عطاء غير مجذوذ ، لأنه قضية فضل الله ، فليست له نهاية مهما كان الويل للمشركين ممنونا مقطوعا حين تخمد النار ومن في النار لأنه قضية عدل الله فله نهاية.
(قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (١١) فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)(١٢).
آيات أربع من «فصّلت» هي منقطعة النظير في سائر القرآن بما فصّلت من أيام الخلق بين السماوات والأرض بعد إذ أجملت في آياتها