الذي لا بديل عنه. ولا دليل أوضح وأتقن منه ، فهو ـ فقط ـ المحور وسائر الأنظار حائرة حوله ، نصدق منها ما صادقه نصه دون تمحّل ، ونرجّح ما يصادق ظاهرا منه ثابتا متظاهرا بتفسير منه ، ونضرب عرض الحائط ما يخالفه نصا أو ظاهرا جليا أم لا يوافقه!
هنالك تساؤلات حول أيام الخلق ماهية؟ وما هما اليومان تارة لخلق الأرض ، وأخرى لتسبيع السماء ، وما هي الأربعة بينهما ولماذا هيه والجمع ثمانية؟ أو قد يزيد عليها يوم لأقل تقدير نصيبا مفروضا لخلق الدخان. فأين الثمانية او التسعة أما هيه؟ واين الستة الثابتة بآياتها السبع؟ (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)؟.
ثم ومن (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) نتلمح كصراحة أن خلق الأرض كان قبل السماوات بمرحلة ، فهو قبل خلق الأنجم في السماء الدنيا بمرحلتين ، فهي ـ إذا ـ قبل الشمس المخلوقة مع الأنجم ، وقد تنازع ذلك السبق آيات النازعات : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها. رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها. وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها. وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها. أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها. وَالْجِبالَ أَرْساها. مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) (٢٧ ـ ٣٣).
وعلى ضوءها النظريات العلمية القائلة أن الأرض هي من مواليد الشمس المنفصلة عنها ، المستضيئة منها! ومن ثم فما ذا تعني (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ) من الإستواء ومن الدخان؟ وما هي المقاولة بين رب العالمين والأرض ودخان السماء؟ وما هو إتيانهما طوعا أو كرها وقولهما : (أَتَيْنا طائِعِينَ) وإلى م يرجع ضمير الجمع في «فسواهن» ولا يسبقه جمع؟ وما هو الوحي في كل سماء ، دون إلى كل سماء أم لكل سماء؟