ما هو اليوم؟.
اليوم في مطلق ما يعنيه هو واحد الزمان حقيقيا أو نسبيا ، فالواحد الحقيقي هو واحد الحركة في المادة الاولية ولا يعلمها إلّا الله أو من علّمها إياه ك (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (٥٥ : ٢٩).
والنسبي ـ فيما نعرف ـ يعم اليوم الإلكتروني وهو مقطع من الزمان للدور الإلكتروني حول شمسها البروتوني ، وسنته ١ / ٠٠٠ ، ٥٠ ثانية أرضيه .. ثم اليوم الأرضي نهارا أم بليله كما في آيات قد لا تعدو عشرين (١) بين الآي التي تحمل اليوم وهي تذرف أربعمائة وتسعة وأربعين.
ثم أيام عمر الإنسان طفولة وكهولة وشيخوخة ، إلى ايام السلطة لآل فلان وفلان ، إلى يومي الدهر ف «الدهر يومان يوم لك ويوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فاصبر فبكلاهما ستختبر» وإلى أيام عمر الكون منذ البداية حتى الآن ، وإلى يوم القيامة ، وإلى ايام السنة الأربع وهي فصولها التي يتقدر فيها الأرزاق كلها ، وإلى الأيام النجومية ، ثم الأيام الكونية التي خلقت فيها السماوات والأرض ، وقد تعد يوما واحدا بحساب المجموعة : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ..) (٩ : ٣٦) حيث اعتبرت الستة يوما واحدا ، والأيام التكاملية للأرض والسماوات بعد خلقهما ، أمّاذا من أيام ابتداء من (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) وانتهاء إلى يوم الكون كله منذ خلق حتى النهاية ، وبينهما متوسطات من هذه وسواها (٢).
إن الأيام المذكورة في آيات التقسيم ليست هي الوليدة عن دوران
__________________
(١) وهي الآيات ٢ : ٢٠٣ و ٣ : ٤١ وأضرابهما.
(٢) راجع ج ٢٩ : ١١٦ ستجد تفاصيل لليوم على ضوء آية المعارج.