أم انها الأرض الأم خلقت في يومين ، ثم في «قضاهن» اقتسمت سبعا؟ وكيف تقتسم بعد كمالها الثلاثة في أربعة ايام؟ والظاهر من (خَلَقَ الْأَرْضَ) كل خلق جوهري لها فيشمل تسبيعها!
علّ الثلاث أوسطها أولاها ، أن خلقت سبعا «في يومين» واستكملت في أربعة ، ثم تمكنت في «قضاهن» اقتساما في السماوات السبع ، فالقضاء لدخان السماء تسبيعها ، وللأرضين السبع تمكينها عن جمعها إلى مكانات اخرى ، ولذلك ترى النص يخص (سَبْعَ سَماواتٍ) بذلك القضاء ، وتهمل عن سبع أرضين ، مع العلم أنها داخلة في القضاء ، والفارق أن قضاء السماء تقسيم لها إلى سبع ، وقضاء الأرضين تحويل لها إلى سماواتها.
وقد يساعد هذه الوسطى أدب اللفظ حيث يقدم الأفعال الثلاثة على تسبيع السماء ، وواقع المعنى ، إذ من البعيد جدا اقتسام الأرض سبعا بعد تكملتها ، وتساعدها الروايات المستعرضة لها (١).
__________________
(١) ومنها رواية الكافي عن الصادق (عليه السلام) «وفي يوم الأحد والاثنين خلق الأرضين» تفسير البرهان ٢ : ١٧٧ وفيه ٢ : ٢٠٧ عن تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عنه (عليه السلام) مثله. ومنها ما في شرح النهج للخوئي ١ : ٣٩٣ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فخلق من زبده الأرضين السبع ..» ومنها ما في دعاء عرفة عن الإمام الحسين (عليه السلام) تسبح لك السماوات السبع والأرضون ومن فيهن» وفي القرآن «الأرض» مكان «الأرضون» مما يدل على انها معنية من «الأرض» وقد يدل عليه أو يؤيده ما في الدر المنثور ٥ : ٢٦١ عن عكرمة ان اليهود قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، يوم الأحد قال : خلق الله فيه الأرض» وجاه الرواية المتظافرة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن عترته (عليهم السلام) انها خلقت يوم الأحد والاثنين ، كما في نفس المصدر اخرج ابن جرير عن أبي بكر قال جاء اليهود الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا يا محمد أخبرنا ما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة فقال : خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين .. إذا فاليوم الثاني لتسبيع الأرض بعد خلقها.