كان فإنه «قضاهن» لا «لهن» أو «إليهن» أو «عليهن» أم سائر القضاء التي تحمل سائر معاني القضاء!
أترى أحدها لتسبيع السماء والآخر لتزيين السماء الدنيا بمصابيح كما يروى (١) ولو كان لذلك التزيين نصيب منهما فصحيح التعبير إذا «فقضاهن .. وزينا. في يومين»! فنصيبه ـ إذا ـ من اليومين الباقين.
أم إنهما ـ فقط ـ لتسبيع السماء كما في رواية أخرى (٢) وهو الصحيح الفصيح من آيتهما فتصدّق روايته ويعرض عن الأخرى.
(وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها)
وذلك الوحي ـ أيا كان ـ يشمل الوحي في كل أرض كما في كل سماء كما (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ..) وهو الأمر الموحى في كلّ من السماوات السبع والأرضين السبع : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ..) (٣٢ : ٥) .. و (كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها) تلمح باختصاص كلّ بوحي خاص ، اللهم إلّا وحي الشرعة الشاملة لكل عام وخاص!
أترى أن الأمر الموحى في كل أرض وسماء هو التكويني فقط؟ ولا يناسبه الوحي ، وإنما القضاء أماذا من صيغ التكوين! أم هو التشريعي؟ فلما ذا
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٣٦٠ في رواية ابن عباس الماضية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة ... أقول وقد سبق صدرها انها تصرح (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) تعني في تتمتها وهي ايضا خلاف ظاهر الآية فالرواية بمجموعها مطروحة لمخالفة الكتاب.
(٢) نور الثقلين ٤ : ٥٣٩ ح ٧ في روضة الكافي عن الصادق (عليه السلام) في حديث تقسيم ايام الخلق : «وخلق السماوات يوم الأربعاء ويوم الخميس ..» وروى مثله القمي عن الرضا (عليه السلام).