الإضلال من الإنس ، فهنالك في تاريخ الإنسان من هو أشر منه وأطغى! وليس المضل من الجن هو شخص إبليس مهما كان يرأس المضلين! إذا فهما النموذجان الأولان للإضلال ومن ثم الآخرون في كل زمان ومكان ، و «اللذان» تثنية الجمع لا المفرد.
وإنه تطلّب بخنق عنيف تحرّقا على الانتقام ، أترى إنهم المجابون في طلبتهم هذه؟ علّه نعم لأن المضلّل هو أسفل من المضلّل وقد ظلمه فليكن تحت قدمه ، وقد يجاوبه اللّاجواب! .. وعلّه لا إذ لا إجابة لدعاء الكافر وهو في النار (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) (١٣ : ١٤)! وليس كل مضلّل أسفل من مضلّله ولا أظلم منه وأطغى! : (قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ) (٧ : ٣٨) وعلّهم حيث أضلوا غيرهم كما ضلوا بغيرهم فهم ومضللوهم في الضعف سواء!
وقد يكون الانظلام أظلم من الظلم! ثم الله هو الذي يجعل الأسفل من الأسفلين والسافل من السافلين عدلا وجزاء وفاقا ، أفيطلب بعدله يوم عدله؟! وفي جعلهما تحت أقدامهم حظوة ونعيم للتابعين وليست النار دار النعيم!
(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ
__________________
ـ وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه سئل عن قوله (رَبَّنا أَرِنَا ..) قال : هو ابن آدم الذي قتل أخاه وإبليس.