فإذا كان إحياء الأرض لانتفاع الأحياء فضلا من ربك عطاء حسابا ، فإن في إحياء إنسان الأرض لانتفاعه بما قدم ، وجزاءه بما ظلم أم ظلم ، إن في ذلك لعدلا بعد فضل ، فواقع الحياة المكرورة المتتابعة للأرض الخاشعة يوقّع بأحرى واقع الواقعة ، (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ، خافِضَةٌ رافِعَةٌ)!
وكما الله ينزّل على خاشعة الأرض نازلة من ماء السماء إحياء لها للأحياء ، كذلك الله ينزل على خاشعة الأبدان نازلة الأرواح من سماء الرأفة والعدالة وهو أحق وأحرى.
(إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (٤١) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢) ما يُقالُ لَكَ إِلاَّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (٤٣) وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا