حسان من كتاب الشعراء :
تنصّرت الأشراف من أجل لطمة ، |
|
وما كان فيها لو صبرت لها ضرر |
تكنّفني فيها لجاج حميّة ، |
|
فبعت لها العين الصّحيحة بالعور |
فيا ليت أمّي لم تلدني وليتني |
|
رجعت إلى القول الذي قاله عمر |
ويا ليتني أرعى المخاض بقفرة ، |
|
وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر |
ويا ليت لي بالشام أدنى معيشة ، |
|
أجاور قومي ذاهب السّمع والبصر |
أدين بما دانوا به من شريعة ، |
|
وقد يصبر العود المسنّ على الدّبر |
وفي الحديث عن عبد الله بن حوالة قال : كنّا عند رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، فشكوا إليه الفقر والعري وقلّة الشيء فقال رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم : أبشروا فو الله لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلّته ، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة : جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن وحتى يعطى الرجل مائة دينار فيسخطها ، قال ابن حوالة : فقلت يا رسول الله من يستطيع الشام وفيه الروم ذات القرون؟ فقال ، صلّى الله عليه وسلم : والله ليستخلفنّكم الله فيها حتى تظلّ العصابة منهم البيض قمصهم المحلوقة أقفاؤهم قياما على الرجل الأسود ما أمرهم به فعلوا ، وإنّ بها اليوم رجالا لأنتم اليوم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل ، قال ابن حوالة : قلت اختر لي يا رسول الله إن أدركني ذلك ، فقال : أختار لك الشام فإنّها صفوة الله من بلاده وإليها يجتبي صفوته من عباده يا أهل الإسلام فعليكم بالشام فإن صفوة الله من الأرض الشام فمن أبى فليلحق بيمينه وليسق بعذره فإنّ الله قد تكفّل لي بالشام وأهله ، وقال أحمد بن محمد بن المدبّر الكاتب في تفضيل الشام :
أحبّ الشّام في يسر وعسر ، |
|
وأبغض ما حييت بلاد مصر |
وما شنأ الشآم سوى فريق |
|
برأي ضلالة وردى ومحر |
لأضغان تغين على رجال |
|
أذلّوا يوم صفّين بمكر |
وكم بالشّام من شرف وفضل ، |
|
ومرتقب لدى برّ وبحر |
بلاد بارك الرّحمن فيها ، |
|
فقدّسها على علم وخبر |
بها غرر القبائل من معدّ |
|
وقحطان ومن سروات فهر |
أناس يكرمون الجار حتى |
|
يجير عليهم من كلّ وتر |
وقال البحتري يفضّل الشام على العراق :
نصبّ إلى أرض العراق وحسنه ، |
|
ويمنع عنها قيظها وحرورها |
هي الأرض نهواها إذا طاب فصلها |
|
ونهرب منها حين يحمى هجيرها |
عشيقتنا الأولى وخلّتنا التي |
|
نحبّ وإن أضحت دمشق تغيرها |
عنيت بشرق الأرض قدما وغربها |
|
أجوّب في آفاقها وأسيرها |