للتوقع في الداخلة على المضارع البتة ، وهذا هوالحق.
الثاني : تقريب الماضي من الحال ، تقول : «قام زيد» فيحتمل الماضي القريب والماضي البعيد؛ فإن قلت : «قد قام» اختصّ بالقريب ، وابتنى على إفادتها ذلك أحكام :
منها : أنها لا تدخل على «ليس وعسى ونعم وبئس» ؛ لأنهن لايفدن الزمان ، ولا يتصرفن؛ فأشبهن الاسم.
منها : وجوب دخولها عندالبصريين إلا الأخفش على الماضي الواقع حالاً إما ظاهرة؛ نحو قوله تعالى : (وَما لَنا ألاّ نُقاتِلَ في سَبيلِ الله وَقَدْ اُخرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأبنائنا) (البقرة / ٢٤٦) وقول العباس بن عبدالمطلب :
١٥٤ ـ نصرنا رسول الله في الحرب سبعة |
|
وقد فرّ مَن قد فرّ منهم وأقْشَعُوا (١) |
أو مقدّرة ، نحو : (هذه بِضاعَتُنا رُدّتْ إلَيْنا) (يوسف / ٦٥) وخالفهم الكوفيون والأخفش؛ فقالوا : لا يحتاج لذلك؛ لكثرة وقوعها حالاً بدون «قد» والأصل عدم التقدير ، لا سيما فيما كثر استعماله.
منها : دخول لام الابتداء في نحو : «إنّ زيداً لقد قام» وذلك؛ لأن الأصل دخولها على الاسم ، نحو : «إنَّ زيداً لقائم» وإنما دخلت على المضارع لشبهه بالاسم ، نحو : (وَإنَّ رَبّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) (النحل / ١٢٤) فإذا قرُب الماضي من الحال أشبه المضارع الذي هو شبيه بالاسم؛ فجاز دخولها عليه.
المعنى الثالث : التقليل ، وهو ضربان : تقليل وقوع الفعل ، نحو : «قد يصدق الكذوب» ، وتقليل متعلقه ، نحو قوله تعالى : (قَد يَعْلَمُ ما أنتُمْ عَلَيهِ) (النور / ٦٤)
__________________
١ ـ أعيان الشيعة : ١/ ٢٧٩.