تسميتها لا مالنفي لأن الجحد في اللغة إنكار ما تعرفه ، لا ممطلق إلانكار ، انتهى.
ووجه التوكيد فيها عند الكوفيين : أن أصل «ما كان ليفعل» : ما كان يفعل ، ثم اُدخلت اللام زيادة لتقوية النفي ، كما ادخلت الباء في «مازيد بقائم» لذلك ، فعندهم أنها حرف زائد مؤكد غير جارّ ، ولكنه ناص ، ولو كان جاراً لم يتعلق عندهم بشيء ؛ لزيادته ، فشيف به وهو غير جار؟ ووجهه عند البصريين : أن الأصل : ما كان قاصداً للفعل ، ونفي القصد أبلغ من نفيه ، وعلى هذا فهي عندهم حرف جر معدّ متعلق بخبر «كان» المحذوف ، والنصب بـ «أن» مضمرةً وجوباً.
وقد تحذف«كان» قبل لام الجحود كقول عمرو بن معد يكَرِب :
فما جمع ليغلب جمع قومي |
|
مقاومةً ولا فردٌ لفردِ (١) |
أي : فما كان جمع.
الثامن : موافقة «إلى» ، نحو قوله تعالى(كُلٌّ يجري لأجل مسمّى) (الرعد /٢) وقولالامام أميرالمومنين عليه السلام «أيها الناس إنه من استيصح الله وفّق ومن اتخذ قوله دليلاً هدي للّتي هي أقوم (٢)
التاسع : موافقة «على» في الاستعلاء الحقيقي : نحو : (دَعانا لِجَنْبِهِ) (يونس /١٢) ، والمجازي ، نحو : (وإن أسأتم فلها) (الإسراء ٧) ، قال النحاس ولا نعرف في العربية «لهم» بمعنى «عليهم».
العاشر : موافقة «في» ، نحو : (وَنَضَعُ المَوازينَ الْقِسطَ لِيَوْمِ القِيامَة) (الأنبياء/٤٧) وقولهم : «مضى لسبيله».
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٤/٢٨٤.
٢ ـ نهج البلاغة : ط ١٤٧/٤٥٠.