هذه بعد «ودَّ أو يودُّ» ، نحو قوله تعالى : (وَدّوا لَوْ تُدْهِنُ) (القلم /٩) (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمّرُ ألفَ سَنَة) (البقرة /٩٦) ومن وقوعها بدونهما قول الأعشى (١) :
٢٣٨ ـ وربما فاتَ قوماً جُلُّ أمرِهم |
|
مِن التّأنّي ، وكانَ الحزمُ لو عجلُوا |
وأكثرهم لم يثبت ورود «لو» مصدرية ، والذي أثبته ، الفراء وأبو علي وأبو البقاء والتبريزي وابن مالك.
ويقول المانعون في نحو : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ ألْفَ سَنَة) (البقرة/٩٦) : إنها شرطية ، وإن مفعول «يود» وجواب «لو» محذوفان ، والتقدير : يود أحدهم التعمير لو يعمر ألف سنة لسرّه ذلك ، ولا خفاء بما في ذلك من التكلف.
ويشهد للمُثبتين قراءة بعضهم : (ودّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُوا) (القلم/٩) بحذف النون ، فعطف «يُدْهِنوا» بالنصب على «تُدهِنُ» لما كان معناه أن تدهن.
ويشكل عليهم دخولها على «أنّ» في نحو قوله تعالى : (وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوء تَوَدُّ لَوْ أنَّ بَينَها وَبَيْنَهُ أمَداً بَعيداً) (آل عمران/٣٠) وقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثوابَ لو أنّ جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض» (٢).
وجوابه : أن «لو» إنما دخلت على فعل عام مقدر بعد «لو».
الرابع : أن تكون للتمني ، نحو : «لو تأتيني فَتُحَدّثَني» ولهذا نصب «تحدثني».
__________________
١ ـ هكذا في نسخ المغني : ولكن قال البغدادي : قال السيوطي : «هو من قصيدة للقطامي» وقد راجعت ديوان القطامي ؛ فلم أجد البيت في هذه القصيدة ولا في غيرها من شعره. شرح أبيات مغني اللبيب : ٥/٦٠.
٢ ـ كنز العمال : ٣/ ح ٦٦٦١.