والتاسع : عطف مالا يستغنى عنه كـ «اختصم زيدٌ وعمروٌ» و «اشتركَ زيدٌ وعمروٌ» ومنه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لولا أنّ الذنب خير من العُجب ما خلا الله بين عبده المؤمن وبين ذنب أبداً» (١) وهذا من أقوى الأدلة على عدم إفادتها الترتيب.
وتشاركها في هذا الحكم «أم» المتصلة في نحو : «سواءٌ عليّ أقمتَ أم قعدتَ» فإنها عاطفة مالا يستغنى عنه.
والعاشر والحادي عشر : عطف العام على الخاص وبالعكس ، فالأول نحو : (رَبِّ اغْفِرْلي وَلِوالِدىّ وَلمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤمِناً وَلِلْمُؤمنِينَ والمُؤمِناتِ) (نوح /٢٨) والثاني نحو : (وَإذ أخَذنا مِنَ النّبِيّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوح) الآية (الأحزاب /٧).
وتشاركها في هذا الحكم الأخير «حتى» كـ «مات الناسُ حتى الأنبياء» فإنها عاطفة خاصاً على عام.
والثاني عشر : عطف عامل حذف وبقي معموله على عامل آخر مذكور يجمعهما معنى واحد كقوله تعالى : (وَالّذينَ تَبَوّؤُا الدّار وَالإيمانَ مِنْ قَبلِهِم) (الحشر /٩) أي : واعتقدوا الإيمان ، والجامع بينهما : الإيثار.
ولولا هذا التقييد لورد «اشترَيتُه بدرهم فصاعداً» ؛ إذ التقدير : فذَهب الثمن صاعداً.
والثالث عشر : عطف الشيء على مرادفه ، نحو قوله تعالى : (إنّما أشكُو بَثِّي وَحُزْني إلَى الله) (يوسف /٨٦) وزعم ابن مالك أن ذلك قد يأتي في «أو»
__________________
١ ـ وسائل الشيعة : أبواب مقدمة العبادات ، باب ٢٣/ ح ١٩.