وأن منه : (ومَنْ يَكْسِبْ خَطِيئةً أو إثماً) (النساء /١١٢).
والرابع عشر : عطف المقدّم على متبوعه للضرورة كقوله (١) :
٣١٠ ـ جمعت وفحشا غيبة ونميمة |
|
خصالاً ثلاثاً لست عنها بمرعوى |
والخامس عشر : عطف المخفوض على الجوار كقوله تعالى (٢) : (وَحُور عِين) (الواقعة /٢٢) فيمن جرّهما ، فإن العطف على «وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ» لا على «أكواب وأباريقَ» ؛إذ ليس المعنى أنّ الولدان يطوفون عليهم بالحور. والذي عليه المحققون أن خفض الجوار يكون في النعت قليلاً وفي التوكيد نادراً ولايكون في النسق؛ لأن العاطف يمنع من التجاور.
تنبيه
قد تخرج الواو عن إفادة مطلق الجمع ، فتستعمل بمعنى باء الجر كقولهم : «أنت أعلم ومالُكَ» و «بِعتُ الشّاء شاة ودرهماً».
الثاني والثالث من أقسام الواو : واوان يرتفع ما بعدهما.
إحداهما : واو الاستئناف ، نحو : (مَنْ يُظْلِلِ الله فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ الله) (الأعراف /١٨٦) فيمن رفع ، ونحو : (واتَّقُوا الله وَيُعَلّمُكُمُ الله) (البقرة /٢٨٢) ؛ إذ لو كانت واو العطف ، لجزم «يذر» كما قرأ الآخرون ، وللزم عطف الخبر على الأمر ، وقال أبواللّحّام التغلبي :
__________________
١ ـ التصريح على التوضيح : ٢/١٣٧. ولم يسمّ قائله.
٢ ـ (يطوف عليهم ولدان مخلّدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدّعون عنها ولا ينزفون وفاكهة ممّا يتضيّرون ولحم طير ممّا يشتهون وحور عين) (الواقعة /١٧ ـ ٢٢).