قلت : وكل من تعرّض الى وصف الورد وتشبيهه شغل عن علو رتبته وبديع حسنه ، ولو سكتوا عن ذلك كان اليق بهم لانهم لم يتأدبوا معه مع علمهم بانه سلطان الرياحين. ومن هذا قول بعضهم :
للورد عندي محلّ |
|
ورتبة لا تملّ |
كل الرياحين جند |
|
وهو الامير الاجل |
ولعمري ان مثل هذا النظم السافل يمشي على كثير من الناس ، وما احمرت وجنات الورد الاخجلا من نسبة هذا الشعر اليها بين الندماء والجلاس. انتهى كلامه
ومن النكت اللطيفة ما يحكى عن الفضل قال : دخلت على الرشيد يوما وبين يديه طبق ورد عند جاريته ماردة ـ وكانت تحسن الشعر والادب مع الحسن والجمال ـ فقال يا فضل قل في هذا الورد شيئا ، فانشدته بديهة :
كأنه خد محبوب يقبله |
|
فم الحبيب وقد ابدى به خجلا |
فقال الرشيد قم يا فضل فاخرج عنا فقد هيجتنى