يصرخون في طلب جرعة ماء ... كان الحصار من حوله في كربلاء محكما جدّا ، ألوف من جنود الشّيطان يمنعون عنه وعن عياله الماء ...!.
ومع ذلك قاتل وصمد ولم يترك سيفه ورمحه إلّا بعد أن تمزق جسده بعديد من السّيوف والحراب.
وخلال ذلك كلّه ... خلال أعظم معركة في سبيل العقيدة ، شهدها التأريخ القديم ، لأمّة العرب ، برزت شخصيّة السّيّدة زينب «رئيسة الدّيوان» كما نسمّيها نحن أبناء مصر .. بطلة باسلة مؤمنة شجاعة ... حتّى أنّ يزيد بن معاوية الآفاق ، لم يجرؤ على مناقشتها عندما ساقوها إليه ، ورفضت أن تبايعه ، ولعنته ، كما لعنت كلّ الّذين يغدرون ويطعنون المؤمنين في ظهورهم!
ومن أجل ذلك نحن في مصر وفي كلّ الوطن العربي ، نؤمن ببطولة السّيّدة زينب ، كما نؤمن بذلك البطل الخالد «الحسين بن عليّ» أبي الشّهداء جميعا ... نؤمن بأمثال هؤلاء الأعاظم ، ونحتفل بمولدهم ، ونرقص ، ونغني ، ونطرب ، وننشد الأغاني حول أضرحتهم ، وذلك لأننا نحبّهم ولا أحد يستطيع أن يزيل من قلوبنا الحبّ الصّادق لرائد البطولة الخارقة ...
وقد نحيا ونمتليء بالأمل فنعمل ونكافح لأنّ مثل هذا الرّمز يضيء لنا الطّريق ، ويشحننا بالرغبات الطّيبة والإيمان بالشّرف.
ونحن لا نبالغ إذا اعتبرنا مولد السّيّدة زينب ومولد الحسين من الأعياد القوميّة لأمّة العرب» (١).
__________________
(١) انظر ، مجلّة الغد عدد فبراير شباط سنة (١٩٥٩ م) صفحة ٩ تحت عنوان «مولد السّيّدة وأعيان الأمّة العربيّة». (منه قدسسره).