وبهذا يتبيّن أنّ الزّهراء أوّل من وضع أسّس الموازنة ، والمفاضلة بين أهل البيت وغيرهم ، وأوّل من دعا دعوة صريحة واضحة لولائهم ووجوب طاعتهم ومتابعتهم ، وأوّل من أعلن نفاق من صدّوا عليّا عن الخلافة بعد أبيها (١) ... خطبت الزّهراء بعد حادثة السّقيفة خطبتين :
الأولى : في المسجد الجامع بحضور المهاجرين والأنصار ، وفيهم أبو بكر وعمر.
والثّانية : في بيتها حين إجتمعت نّساء الأصحاب ، ليعدنها في المرض الّذي ماتت فيه ، وترتكز أقوالها في كلتا الخطبتين على أنّ ابن عمّها عليّا هو صاحب الحقّ في الخلافة بعد رسول الله ، وأنّ الّذين حالوا بينه وبينها قد خانوا العهد
__________________
(١) أوّل من أثبت الولاية لعليّ الله ورسوله ، فلقد فسّر المفسرون قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) المائدة : ٥٦ فسّروها بعليّ وهي : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ). (منه قدسسره).
انظر ، الكشف والبيان في تفسير القرآن : ٤ / ٢٣٤ ، جواهر العقدين في فضل الشّرفين : ٣ / ٥٣٤ ، الصّواعق المحرقة : ٢٩ ، صحيح البخاريّ : ٢ / ٣٢٤ ، صحيح مسلم في فضائل عليّ : ٣٢٤ ، المستدرك للحاكم : ٣ / ١٠٩ ، مسند ابن ماجه : ١ / ٢٨ ، مسند أحمد : ١ / ١٧٥ و ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٢ و ٣٣١ و ٣٦٩ ، كنز العمّال : ٦ / ١٥٢ ح ٢٥٠٤ ، خصائص النّسائي : ١٧ ، الإصابة : ٤ / ٥٦٨ ، ذخائر العقبى : ٨٨ ، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي : ١٨ / ٢٨٧ ، شواهد التّنزيل : ١ / ١٦٢ ، الإعتقاد للبيهقي : ٢٠٤ ، اسد الغابة : ٢ / ١٢ ، تأريخ اليعقوبي : ٢ / ١٠٢ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ١٦٤ ، تأريخ دمشق : ٢ / ٤٥ ح ٥٤٥ ، المسامرة في شرح المسايرة : ٢٨٢ ، الإبانة عن أصول الدّيانة : ١٨٧ الطّبعة الأولى دمشق ١٩٨١.
أمّا أحاديث الولاية من السّنّة فلا يبلغها الإحصاء ، منها الحديث المتواتر عند جميع المسلمين ، وهو «من كنت مولاه فعليّ مولاة». تقدّمت تخريجاته.