__________________
ـ ٥ / ٢٥٩ ، تفسير الكشّاف : ٣ / ٦٢٦ ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٨ و ٢٨٠).
ومنهم من يقول : هم نسآء النّبيّ صلىاللهعليهوآله خاصّة ، حتّى أنّ عكرمة كان يقول : من شاء باهلته بأنّها نزلت بأزوّاج الرّسول صلىاللهعليهوآله.
ولسنا بصدد مناقشة هذه الأقوال ، ولكن نذكّر القارىء الكريم بأنّ عكرمة بن عبد الله يرى رأي نجدة الحروريّ وهو من أشدّ الخوارج بغضا لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام. ويرى أيضا كفر جميع المسلمين من غير الخوارج. وهو القائل في موسم الحجّ : وددت أنّ بيدي حربة فأعترض بها من شهد الموسم يمينا وشمالا. وهو القائل أيضا عند ما وقف على باب المسجد الحرام : ما فيه إلّا كافر.
ومن مفاهيمه الإعتقادية : إنّما أنزل الله متشابه القرآن ليضلّ به. وقد اشتهر بكذبه ووضعه للحديث ابن عبّاس ، وابن مسعود ، ولذا وصفه يحيى بن سعيد الأنصاري بأنّه كذّاب. (انظر ، ترجمة عكرمة في ميزان الإعتدال للذّهبي : والمعارف لابن قتيبة : ٤٥٥ الطّبعة الأولى قم منشورات الشّريف الرّضي ، طبقات ابن سعد). أفيصحّ بعد هذا أن نأخذ بحديث يرويه؟!
أمّا الرّاوي الثّاني بعد عكرمة فهو مقاتل بن سليمان البلخي الأزديّ الخراساني ، كان مفسّرا للقرآن الكريم على طريقته الخاصّة ، حتّى قال فيه ابن المبارك : ما أحسن تفسيره لو كان ثقة. (انظر ، ميزان الإعتدال للذّهبي : ٤ / ١٧٣ الطّبعة الأولى بيروت ، تهذيب العمّال في اسماء الرّجال للحافظ الخزرجي الأنصاري). وكان من غلاة المجسّمة يشبّه الخالق بالمخلوقين ، حتّى قال أبو حنيفة : أفرط جهم في نفي التّشبيه حتّى قال : إنّه تعالى ليس بشيء ، وأفرط مقاتل في الإثبات حتّى جعله مثل خلقه. (انظر ، المصدر السّابق). وقال النّسائي : والكذّابون المعروفون بوضع الحديث : ابن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بن سليمان. (ميزان الإعتدال : ٣ / ٥٦٢ في ترجمة محمّد بن سعيد المصلوب). وكان مقاتل على مذهب المرجئة. (الفصل لابن حزم : ٤ / ٢٠٥) ، ويأخذ عن اليهود ، والنّصارى ويغرّر بالمسلمين ، حتّى قال فيه الذّهبي : كان مقاتل دجّالا جسورا. (انظر ، ميزان الإعتدال : ٣ / ٥٦٢).
عود على بدء : كيف يفسّر عكرمة أو مقاتل بأنّ الآية نزلت في نسآء النّبيّ صلىاللهعليهوآله خاصّة مع أنّ المراد من الرّجس هو مطلق الذّنب؟! وهذا يلزم إذهاب الرّجس عنهنّ وبالتّالي لا يصحّ أن يقال : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ...) الأحزاب : ٣٢ ، ولما صحّ قوله تعالى : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) الأحزاب : ٣٠.