وقال الشّمر أو من هو على شاكلته ، قال للحسين ، وهو يصلّي في قلب المعركة قبل مصرعه ، صلّ يا حسين ، إنّ صلاتك لا تقبل» (١). الله أكبر! ... لا يقبل الله صلاة الحسين ، ويقبل من الشّمر قتل الحسين! .. وقال ابن زياد حين بلغه قتل الحسين : الحمد لله الّذي قتل حسينا ، ونصر أمير المؤمنين يزيد» (٢)! .. وعند ما أوتي بمسلم بن عقيل لابن زياد ، وكان قد آلمه العطش من أثر القتال ، فرأى قلّة ماء فطلب أن يسقوه منها ، فقال له باهلي : «لا تذوق منها قطرة حتّى تذوق الحميم في نار جهنّم» (٣) ، وكان يزيد ينكث ثنايا الحسين بقضيب مكتوب عليه : «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله» (٤) ، وسجد معاوية شكرا لله بعد أن قتل الحسن بالسّم (٥) ، وهكذا يدلسون ويموهون ، ليثق بهم السّذّج البسطاء ، ويثنوا المخلصين عن طريق الحقّ ، والجهاد في سبيله ؛ ولكنّ الله ، وهو أحكم الحاكمين ، قد فضحهم إلى يوم يبعثون ، وعاملهم بخلاف قصدهم ، أمّا
__________________
ـ ربّه الّذي لا يعصى فأجابه ... ولهاشم المرقال مواقف كثيرة ذكرها ابن نصر في وقعة صفّين : ٩٢ و ١٥٤ و ١٩٣ و ٢٠٥ و ٢٠٨ و ٢١٤ و ٢٥٨ و ٣٢٦ و ٣٢٨ و ٣٣٥ و ٣٤٠ و ٣٤٦ و ٣٤٨ و ٣٥٣ و ٣٥٩ و ٣٨٤ و ٤٠١ ـ ٤٠٥ و ٤٢٦ و ٤٢٨ و ٤٣١ و ٤٥٥.
انظر ترجمته في اسد الغابة : ٥ / ٤٩ ، والمستدرك : ٣ / ٣٩٦ ، وتأريخ الطّبريّ : ٥ / ٤٤ ، الإصابة: ٣ / ٥٩٣ ، الاستيعاب بهامش الإصابة : ٣ / ٦١٦ ، وتأريخ الخطيب البغدادي : ١ / ١٩٦.
(١) انظر ، ينابيع المودّة : ٣ / ٧١ طبعة اسوة.
(٢) انظر ، تأريخ الطّبري : ٤ / ٣٥١ ، جواهر المطالب في مناقب أمير المؤمنين عليّ : ٢ / ٢٩٢.
(٣) انظر ، تأريخ الطّبريّ : ٤ / ٢٨١ ـ ٢٨٢.
(٤) انظر ، اسد الغابة : ٢ / ٢١ ، تأريخ الطّبري : ٤ / ٣٤٩ ، مناقب التّرمذي : ٥ / ٦٦٠ ح ٣٧٨٠.
(٥) انظر ، مروج الذّهب : ٢ / ٣٠٥ ، الإستيعاب : ١ / ٣٧٤ ، كفاية الطّالب : ٢٦٨ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ١ / ١٤١ الفتوح لابن أعثم : ٢ / ٣٢٣ هامش رقم «٣».