(وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً(٨٠) وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (٨١)
____________________________________
على الفرائض بل لكونها زيادة له صلىاللهعليهوسلم فى الدرجات على ما قال مجاهد والسدى فإنه صلىاللهعليهوسلم مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيكون تطوعه زيادة فى درجاته بخلاف من عداه من الأمة فإن تطوعهم لتكفير ذنوبهم وتدارك الخلل الواقع فى فرائضهم وانتصابها إما على المصدرية بتقدير تنفل أو بجعل تهجد بمعناه أو بجعل نافلة بمعنى تهجدا فإن ذلك عبادة زائدة وإما على الحالية من الضمير الراجع إلى القرآن أى حال كونها صلاة نافلة وإما على المفعولية لتهجد إذا جعل بمعنى صل وجعل الضمير المجرور للبعض أى فصل فى ذلك البعض* نافلة لك (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ) الذى يبلغك إلى كمالك اللائق بك من بعد الموت الأكبر كما انبعثت من* النوم الذى هو الموت الأصغر بالصلاة والعباده (مَقاماً) نصب على الظرفية على إضمار فيقيمك أو تضمين البعث معنى الإقامة إذ لا بد من أن يكون العامل فى مثل هذا الظرف فعلا فيه معنى الاستقرار ويجوز* أن يكون حالا بتقدير مضاف أى يبعثك ذا مقام (مَحْمُوداً) عندك وعند جميع الناس وفيه تهوين لمشقة قيام الليل وروى أبو هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال المقام المحمود هو المقام الذى أشفع فيه لأمتى وعن ابن عباس رضى الله عنهما مقاما يحمدك فيه الأولون والآخرون وتشرف فيه على جميع الخلائق تسأل فتعطى وتشفع فتشفع ليس أحد إلا تحت لوائك وعن حذيفة رضى الله عنه يجمع الناس فى صعيد واحد فلا تتكلم فيه نفس فأول مدعو محمد صلىاللهعليهوسلم فيقول لبيك وسعديك والشر ليس إليك والمهدى من هديت وعبدك بين يديك وبك وإليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك تباركت وتعاليت ٨٠ سبحانك رب البيت (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي) أى القبر (مُدْخَلَ صِدْقٍ) أى إدخالا مرضيا (وَأَخْرِجْنِي) * أى منه عند البعث (مُخْرَجَ صِدْقٍ) أى إخراجا مرضيا ملقى بالكرامة فهو تلقين الدعاء بما وعده من البعث المقرون بالإقامة المعهودة التى لا كرامة فوقها وقيل المراد إدخال المدينة والإخراج من مكة وتغيير ترتيب الوجود لكون الإدخال هو المقصد وقيل إدخاله صلىاللهعليهوسلم مكة ظاهرا عليها وإخراجه منها آمنا من المشركين وقيل إدخاله الغار وإخراجه منه سالما وقيل إدخاله فيما حمله من أعباء الرسالة وإخراجه منه مؤديا حقه وقيل إدخاله فى كل ما يلابسه من مكان أو أمر وإخراجه منه وقرىء مدخل ومخرج بالفتح على معنى أدخلنى فأدخل دخولا وأخرجنى فأخرج خروجا كقوله[وعضة دهر يا ابن مروان لم تدع * من المال إلا مسحت أو مجلف] أى لم تدع فلم يبق (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) حجة تنصرنى على من يخالفنى أو ملكا وعزا ناصرا للإسلام مظهرا له على الكفر فأجيبت دعوته صلىاللهعليهوسلم بقوله عز وعلا (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ* لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ) أى* الإسلام والوحى الثابت الراسخ (وَزَهَقَ الْباطِلُ) أى ذهب وهلك الشرك والكفر وتسويلات الشيطان* من زهق روحه إذا خرج (إِنَّ الْباطِلَ) كائنا ما كان (كانَ زَهُوقاً) أى شأنه أن يكون مضمحلا غير ثابت