(ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (٤٦) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٧) لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ (٤٨) نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (٥٠) وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) (٥١)
____________________________________
(ادْخُلُوها) على إرادة القول أمرا من الله تعالى لهم بالدخول وقرىء أدخلوها أمرا منه تعالى للملائكة* بإدخالهم وقرأ الحسن أدخلوها مبنيا للمفعول على صيغة الماضى من الإدخال (بِسَلامٍ) ملتبسين بسلام أى سالمين أو مسلما عليكم (آمِنِينَ) من الآفات والزوال (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) أى حقد كان فى الدنيا وعن على رضى الله تعالى عنه أرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير منهم رضوان الله* تعالى عليهم أجمعين (إِخْواناً) حال من الضمير فى قوله تعالى (فِي جَنَّاتٍ) أو من فاعل (ادْخُلُوها) أو من الضمير* فى (آمِنِينَ) أو الضمير المضاف إليه والعامل فيه معنى الإضافة وكذلك قوله تعالى (عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) ويجوز كونهما صفتين ل (إِخْواناً) أو حالين من ضميره لأنه بمعنى متصافين وكون الثانى حالا من المستكن فى الأول وعن مجاهد تدور بهم الأسرة حيثما داروا فهم متقابلون فى جميع أحوالهم (لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ) أى تعب بأن لا يكون لهم فيها ما يوجبه من الكد فى تحصيل ما لا بد لهم منه لحصول كل ما يريدونه من غير مزاولة عمل أصلا أو بأن لا يعتريهم ذلك وإن باشروا الحركات العنيفة لكمال قوتهم وهو استئناف* أو حال بعد حال أو حال من الضمير فى متقابلين (وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ) أبد الآباد لأن تمام النعمة بالخلود (نَبِّئْ عِبادِي) وهم الذين عبر عنهم بالمتقين (أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ) فذلكة لما سلف من الوعد والوعيد وتقرير له وفى ذكر المغفرة إشعار بأن ليس المراد بالمتقين من يتقى جميع الذنوب كبيرها وصغيرها وفى وصف ذاته تعالى بها وبالرحمة على وجه القصر دون التعذيب إيذان بأنهما مما يقتضيهما الذات وأن العذاب إنما يتحقق بما يوجبه من خارج (وَنَبِّئْهُمْ) عطف على (نَبِّئْ عِبادِي) والمقصود اعتبارهم بما جرى على إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع أهله من البشرى فى تضاعيف الخوف وبما حل بقوم لوط من العذاب ونجاته عليه الصلاة والسلام مع أهله التابعين له فى ضمن الخوف وتنبيههم بحلول* انتقامه تعالى من المجرمين وعلمهم بأن عذاب الله هو العذاب الأليم (عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنهم جبريل عليه الصلاة والسلام وملكان معه وقال محمد بن كعب وسبعة معه وقيل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم الصلاة والسلام وقال الضحاك كانوا تسعة وعن السدى كانوا أحد