(يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (٣٩) وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ (٤٠) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٤١)
____________________________________
نساء وأولادا كما جعلناها لك وهو رد لما كانوا يعيبونه صلىاللهعليهوسلم بالزواج والولاد كما كانوا يقولون ما لهذا الرسول يأكل الطعام الخ (وَما كانَ لِرَسُولٍ) منهم أى ما صح وما استقام ولم يكن فى وسعه (أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ) مما اقترح عليه وحكم مما التمس منه (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) ومشيئته المبنية على الحكم والمصالح التى عليها يدور* أمر الكائنات لا سيما مثل هذه الأمور العظام والالتفات لما قدمناه ولتحقيق مضمون الجملة بالإيماء إلى العلة (لِكُلِّ أَجَلٍ) أى لكل مدة ووقت من المدد والأوقات (كِتابٌ) حكم معين يكتب على العباد حسبما* تقتضيه الحكمة فإن الشرائع كلها لإصلاح أحوالهم فى المبدأ والمعاد ومن قضية ذلك أنه يختلف حسب اختلاف أحوالهم المتغيرة حسب تغير الأوقات كاختلاف العلاج حسب اختلاف أحوال المرضى بحسب الأوقات (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ) أى ينسخ ما يشاء نسخه من الأحكام لما تقتضيه الحكمة بحسب الوقت (وَيُثْبِتُ) بدله ما فيه المصلحة أو يبقيه على حاله غير منسوخ أو يثبت ما شاء إثباته مطلقا أعم منهما ومن* الإنشاء ابتداء أو يمحو من ديوان الحفظة الذين ديدنهم كتب كل قول وعمل ما لا يتعلق به الجزاء ويثبت الباقى أو يمحو سيئات التائب ويثبت مكانها الحسنة أو يمحو قرنا ويثبت آخرين أو يمحو الفاسدات من العالم الجسمانى ويثبت الكائنات أو يمحو الرزق ويزيد فيه أو يمحو الأجل أو السعادة والشقاوة وبه قال ابن مسعود وابن عمر رضى الله عنهم والقائلون به يتضرعون إلى الله تعالى الى أن يجعلهم سعداء وهذا رواه جابر عن النبى صلىاللهعليهوسلم والأنسب تعميم كل من المحو والإثبات ليشمل الكل ويدخل فى ذلك مواد الإنكار دخولا أوليا وقرىء بالتشديد (وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) أى أصله وهو اللوح المحفوظ إذ ما من شىء من* الذاهب والثابت إلا وهو مكتوب فيه كما هو (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ) أصله إن نرك وما مزيدة لتأكيد معنى الشرط ومن ثمة ألحقت النون بالفعل (بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) أى وعدناهم من إنزال العذاب عليهم والعدول إلى* صيغة المضارع لحكاية الحال الماضية أو نعدهم وعدا متجددا حسبما تقتضيه الحكمة من إنذار غب إنذار وفى إيراد البعض رمز إلى إرادة بعض الموعود (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) قبل ذلك (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) أى تبليغ* أحكام الرسالة بتمامها لا تحقيق مضمون ما بلغته من الوعيد الذى هو من جملتها (وَعَلَيْنَا) لا عليك (الْحِسابُ) * محاسبة أعمالهم السيئة والمؤاخذة بها أى كيفما دارت الحال أريناك بعض ما وعدناهم من العذاب الدنيوى أو لم نركه فعلينا ذلك وما عليك إلا تبليغ الرسالة فلا تهتم بما وراء ذلك فنحن نكفيكه ونتم ما وعدناك من الظفر ولا يضجرك تأخره فإن ذلك لما نعلم من المصالح الخفية ثم طيب نفسه عليه الصلاة والسلام بطلوع تباشيره فقال (أَوَلَمْ يَرَوْا) استفهام إنكارى والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام أى أأنكروا نزول