(ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا (٧٠) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا (٧٢) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) (٧٣)
____________________________________
على أنه استفهامى وخبره أشد والجملة محكية والتقدير لننزعن من كل شيعة الذين يقال لهم أيهم أشد أو معلق عنها لننزعن لتضمنه معنى التمييز اللازم للعلم أو مستأنفة والفعل واقع على كل شيعة على زيادة من أو على معنى لننزعن بعض كل شيعة كقوله تعالى (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا) وعلى للبيان فيتعلق بمحذوف كأن سائلا قال على من عتوا فقيل على الرحمن أو متعلق بأفعل وكذا الباء فى قوله تعالى (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا) أى هم أولى بصلبها أو صليهم أولى بالنار وهم المنتزعون ويجوز أن يراد بهم وبأشدهم عتيا رؤساء الشيع فإن عذابهم مضاعف لضلالهم وإضلالهم والصلى كالعتى صيغة وإعلالا وقرىء بضم الصاد (وَإِنْ مِنْكُمْ) التفات لإظهار مزيد الاعتناء بمضمون الكلام وقيل هو خطاب للناس من غير التفات إلى المذكور ويؤيد الأول أنه قرىء وإن منهم أى ما منكم أيها الإنسان (إِلَّا وارِدُها) أى واصلها وحاضر دونها يمر بها المؤمنون وهى خامدة وتهار بغيرهم وعن جابر أنه صلىاللهعليهوسلم سئل عنه فقال إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض أليس قد وعدنا ربنا أن نرد النار فيقال لهم قد وردتموها وهى خامدة وأما قوله تعالى (أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) فالمراد به الإبعاد عن عذابها وقيل ورودها الجواز على الصراط الممدود عليها (كانَ) أى ورودهم إياها (عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) أى أمرا محتوما أوجبه الله عزوجل على ذاته وقضى أنه لا بد من وقوعه البتة وقيل أقسم عليه (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) الكفر والمعاصى مما كانوا عليه من حال الجثو على الركب على الوجه الذى سلف فيساقون إلى الجنة وقرىء ننجى بالتخفيف وينجى وينجى على البناء للمفعول وقرىء ثمة ننجى بفتح الثاء أى هناك ننجيهم (وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ) بالكفر والمعاصى (فِيها جِثِيًّا) منهارا بهم كما كانوا قيل فيه دليل على أن المراد بالورود الجثو حواليها وأن المؤمنين يفارقون الفجرة بعد تجاثيهم حولها ويلقى الفجرة فيها على هيآتهم وقوله تعالى (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ) الآية لى آخرها حكاية لما قالوا* عند سماع الآيات الناعية عليهم فظاعة حالهم ووخامة مآلهم أى وإذا تتلى على المشركين (آياتُنا) التى من* جملتها هاتيك الآيات الناطقة بحسن حال المؤمنين وسوء حال الكفرة وقوله تعالى (بَيِّناتٍ) أى مرتلات* الألفأظ مبينات المعانى بنفسها أو ببيان الرسول صلىاللهعليهوسلم أو بينات الإعجاز حال مؤكدة من آياتنا (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أى قالوا ووضع الموصول موضع الضمير للتنبيه على أنهم قالوا ما قالوا كافرين بما يتلى عليهم رادين له أو قال الذين مردوا منهم على الكفر ومرنوا على العتو والعناد وهم النضر بن الحرث وأتباعه