(وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (٩) وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤) كَلاَّ إِنَّها لَظى) (١٥)
____________________________________
كالمهل وهو ما أذيب على مهل من الفلزات وقيل دردى الزيت (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ) كالصوف المصبوغ ألوانا لاختلاف ألوان الجبال منها جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود فإذا بست وطيرت فى الجو أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً) أى لا يسأل قريب قريبا عن أحواله ولا يكلمه لابتلاء كل منهم بما يشغله عن ذلك وقرىء على البناء للمفعول أى لا يطلب من حميم حميم أو لا يسأل منه حاله (يُبَصَّرُونَهُمْ) أى يبصر الأحماء الأحماء فلا يخفون عليهم وما يمنعهم من التساؤل إلا تشاغلهم بحال أنفسهم وقيل ما يغنى عنه من مشاهدة الحال كبياض الوجه وسواده والأول أدخل فى التهويل وجمع الضميرين لعموم الحميم وقرىء يبصرونهم والجملة استئناف (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ) أى* يتمنى الكافر وقيل كل مذنب وقوله تعالى (لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ) أى العذاب الذى ابتلوا به يومئذ* (بِبَنِيهِ) (وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ) حكاية لودادتهم ولو فى معنى التمنى وقيل هى بمنزلة أن الناصبة فلا يكون لها جواب وينسبك منها ومما بعدها مصدر يقع مفعولا ليود والتقدير يود افتداءه ببنيه الخ والجملة استئناف لبيان أن اشتغال كل مجرم بنفسه بلغ إلى حيث يتمنى أن يفتدى بأقرب الناس إليه وأعلقهم بقلبه فضلا أن يهتم بحاله ويسأل عنها وقرىء يومئذ بالفتح على البناء للإضافة إلى غير متمكن وبتنوين عذاب ونصب يومئذ وانتصابه بعذاب لأنه فى معنى تعذيب (وَفَصِيلَتِهِ) أى عشيرته التى فصل عنهم (الَّتِي تُؤْوِيهِ) أى تضمه فى النسب أو عند الشدائد (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) من الثقلين والخلائق ومن للتغليب (ثُمَّ يُنْجِيهِ) عطف على يفتدى أى يود لو يفتدى ثم لو ينجيه الافتداء وثم لاستبعاد الإنجاء يعنى يتمنى لو كان هؤلاء جميعا تحت يده وبذلهم فى فداء نفسه ثم ينجيه ذلك وهيهات (كَلَّا) ردع المجرم عن الودادة وتصريح بامتناع إنجاء الافتداء وضمير (إِنَّها) إما للنار المدلول عليها بذكر العذاب أو مبهم ترجم عند*