السلام فسرت فقال انزل فصلّ فصليت فقال أتدري أين صليت؟ صليت بطيبة وإليها المهاجرة ، ثم قال انزل فصل فصليت فقال أتدري أين صليت؟ صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى ، ثم قال انزل فصل فصليت ، فقال أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسىعليهالسلام ، ثم دخلت بيت المقدس فجمع لي الأنبياء عليهمالسلام فقدمني جبريل عليهالسلام حتى أممتهم ثم صعد بي إلى السماء الدنيا فإذا فيها آدم عليهالسلام ، ثم صعد بي إلى السماء الثانية فإذا فيها ابنا الخالة عيسى ويحيىعليهماالسلام ، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فإذا فيها يوسف عليهالسلام ، ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فإذا فيها هارون عليهالسلام ، ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فإذا فيها إدريس عليهالسلام.
ثم صعد بي إلى السماء السادسة فإذا فيها موسى عليهالسلام ، ثم صعد بي إلى السماء السابعة فإذا فيها إبراهيم عليهالسلام ، ثم صعد بي فوق سبع سموات وأتيت سدرة المنتهى فغشيتني ضبابة فخررت ساجدا فقيل لي إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت وأمتك فرجعت بذلك حتى أمر بموسى عليهالسلام ، فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة ، قال فإنك لا تستطيع أن تقوم بها لا أنت ولا أمتك ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجعت إلى ربي فخفف عني عشرا ، ثم أتيت موسى فأمرني بالرجوع فرجعت فخفف عني عشرا ، ثم ردت إلى خمس صلوات ، قال فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإنه فرض على بني إسرائيل صلاتين فما قاموا بهما ، فرجعت إلى ربي عزوجل فسألته التخفيف ، فقال إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فخمس بخمسين فقم بها أنت وأمتك ، قال فعرفت أنها من الله عزوجل صرّي فرجعت إلى موسى عليهالسلام فقال ارجع فعرفت أنها من الله عزوجل صرّي ـ يقول أي حتم ـ فلم أرجع».
[طريق أخرى] وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما كان ليلة أسري برسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى بيت المقدس أتاه جبريل بدابة فوق الحمار ودون البغل ، حمله جبريل عليها ينتهي خفها حيث ينتهي طرفها ، فلما بلغ بيت المقدس وبلغ المكان الذي يقال له باب محمدصلىاللهعليهوسلم أتى إلى الحجر الذي ثمة ، فغمزه جبريل بإصبعه فثقبه ، ثم ربطها ثم صعد فلما استويا في صرحة المسجد قال جبريل يا محمد هل سألت ربك أن يريك الحور العين؟ فقال «نعم» فقال فانطلق إلى أولئك النسوة ، فسلم عليهن وهن جلوس عن يسار الصخرة ، قال : «فأتيتهن فسلمت عليهن فرددن علي السلام فقلت من أنتن؟ فقلن : نحن خيرات حسان نساء قوم أبرار نقوا فلم يدرنوا. وأقاموا فلم يظعنوا ، وخلدوا فلم يموتوا ، قال ثم انصرفت فلم ألبث إلا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير ، ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة ، قال فقمنا صفوفا ننتظر من