إرب (١) منه إلا نظرت إليه مني حتى كأنه صاحبكم ، قال جبريل : سلم على مالك ، فسلمت عليه» ورواه النسائي من حديث أبي زيد ثابت عن هلال ، وهو ابن خباب به ، وهو إسناد صحيح.
[طريق أخرى] قال البيهقي : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا إسحاق بن الحسن ، حدثنا الحسين بن محمد ، حدثنا شيبان عن قتادة عن أبي العالية قال : حدثنا ابن عم نبيكم صلىاللهعليهوسلم ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا طوالا جعدا ، كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى ابن مريمعليهالسلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس» وأرى مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله إياه ، قال : (فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ) [هود : ١٠٩] فكان قتادة يفسرها أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم قد لقي موسى عليهالسلام (وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) [الإسراء : ٢] قال : جعل الله موسى هدى لبني إسرائيل (٢) ، ورواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن يونس بن محمد ، عن شيبان ، وأخرجاه من حديث شعبة عن قتادة مختصرا.
[طريق أخرى] وقال البيهقي : أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا دبيس المعدل ، ثنا عفان قال : ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة ، فقلت : ما هذه الرائحة؟ قالوا : ماشطة بنت فرعون وأولادها ، سقط المشط من يدها فقالت : باسم الله ، فقالت بنت فرعون أبي ، قالت ربي وربك ورب أبيك ، قالت أولك رب غير أبي؟ قالت نعم ربي وربك ورب أبيك الله .. قال : فدعاها ، فقال : ألك رب غيري؟ قالت نعم ربي وربك الله عزوجل. قال فأمر بنقرة من نحاس ، فأحميت ثم أمر بها أن تلقى فيها ، قالت : إن لي إليك حاجة ، قال : ما هي؟ قالت : تجمع عظامي وعظام ولدي في موضع ، قال : ذاك لك لما لك علينا من الحق ، قال : فأمر بهم فألقوا واحدا واحدا حتى بلغ رضيعا فيهم ، فقال : يا أمه قعي ولا تقاعسي ، فإنك على الحق ، قال : وتكلم أربعة في المهد وهم صغار : هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى ابن مريم عليهالسلام. إسناد لا بأس به ، ولم يخرجوه.
[طريق أخرى] قال الإمام أحمد (٣) أيضا : حدثنا محمد بن جعفر وروح بن المعين قالا : حدثنا عوف عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لما كان ليلة أسري بي ، فأصبحت بمكة فظعت وعرفت أن الناس مكذبي» فقعد معتزلا حزينا ، فمر به عدو الله أبو جهل ، فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء فقال له رسول اللهصلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) الإرب : العضو.
(٢) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٧ ، ومسلم في الإيمان حديث ٢٦٧.
(٣) المسند ١ / ٣٠٩.