لبن ، فقيل له : اشرب ، فشرب منه حتى روي ، ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر ، فقيل له : اشرب ، فقال : لا أريده قد رويت ، فقال له جبريل : أما إنها ستحرم على أمتك ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا القليل.
قال : ثم صعد به إلى السماء فاستفتح ، فقيل : من هذا يا جبريل؟ فقال : محمد ، فقالوا : أو قد أرسل إليه؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ، ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، ففتح لهما ، فدخل فإذا برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شيء ، كما ينقص من خلق الناس ، عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة ، وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة ، فإذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك واستبشر ، وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله بكى وحزن ، فقلت : يا جبريل ، من هذا الشيخ التام الخلق الذي لم ينقص من خلقه شيء ، وما هذان البابان؟ فقال : هذا أبوك آدم ، وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة ، فإذا نظر إلى من يدخل الجنة من ذريته ضحك واستبشر ، والباب الذي عن شماله باب جهنم ، إذا نظر إلى من يدخلها من ذريته بكى وحزن.
ثم صعد به جبريل إلى السماء الثانية فاستفتح ، فقيل : من هذا معك؟ فقال : محمد رسول الله ، فقالوا : أو قد أرسل إليه؟ قال : نعم ، فقالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء ، قال : فدخل ، فإذا هو بشابين ، فقال : يا جبريل من هذان الشابان؟ قال : هذا عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا ابنا الخالة عليهماالسلام.
قال : فصعد به إلى السماء الثالثة ، فاستفتح ، فقالوا : من هذا؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك؟ قال : محمد ، فقالوا : أو قد أرسل إليه؟ قال : نعم ، فقالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء ، قال : فدخل ، فإذا هو برجل قد فضل على الناس في الحسن ، كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، قال : من هذا يا جبريل الذي قد فضل على الناس في الحسن؟ قال : هذا أخوك يوسف عليهالسلام.
قال : ثم صعد به إلى السماء الرابعة ، فاستفتح ، فقالوا : من هذا؟ قال : جبريل ، قالوا :
ومن معك؟ قال : محمد ، فقالوا : أو قد أرسل إليه؟ قال : نعم ، فقالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء ، قال : فدخل ، فإذا هو برجل ، قال : من هذا يا جبريل؟ قال : هذا إدريس عليهالسلام رفعه الله مكانا عليا.
قال : صعد به إلى السماء الخامسة ، فاستفتح ، فقالوا : من هذا؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك؟ قال : محمد ، فقالوا : أو قد أرسل إليه؟ قال : نعم ، فقالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء ، قال : فدخل ، فإذا هو برجل جالس وحوله قوم يقص عليهم ، قال : من هذا يا جبريل ، ومن هؤلاء حوله؟ قال : هذا هارون المحبب ،