أشدهم عليه حين مر به وخيرهم له حين رجع إليه.
ثم رواه ابن جرير (١) عن محمد بن عبيد الله عن أبي النضر هاشم بن القاسم ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية أو غيره ، شك أبو جعفر عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم فذكره بمعناه ، وقد رواه الحافظ أبو بكر البيهقي عن أبي سعيد الماليني ، عن ابن عدي ، عن محمد بن الحسن السكوني البالسي بالرملة ، حدثنا علي بن سهل فذكر مثل ما رواه ابن جرير عنه ، وذكر البيهقي أن الحاكم أبا عبد الله رواه عن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني عن جده ، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري ، عن حاتم بن إسماعيل ، حدثني عيسى بن ماهان يعني أبا جعفر الرازي عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم فذكره.
وقال ابن أبي حاتم : ذكر أبو زرعة ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا يونس بن بكير حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس البكري ، عن أبي العالية أو غيره ، شك عيسى ، عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال في قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) فذكر الحديث بطوله كنحو مما سقناه.
قلت وأبو جعفر الرازي : قال : فيه الحافظ أبو زرعة الرازي : يهم في الحديث كثيرا ، وقد ضعفه غيره أيضا ، ووثقه بعضهم ، والظاهر أنه سيئ الحفظ ، ففيما تفرد به نظر. وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة ، وفيه شيء من حديث المنام من رواية سمرة بن جندب في المنام الطويل عند البخاري ، ويشبه أن يكون مجموعا من أحاديث شتى أو منام أو قصة أخرى غير الإسراء ، والله أعلم.
وقد روى البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «حين أسري بي ، لقيت موسى عليهالسلام ـ فنعته ، فإذا رجل حسبته قال ـ مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة ، قال : ولقيت عيسى ـ فنعته النبي صلىاللهعليهوسلم قال ـ ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس ـ يعني حمام ، قال ـ ولقيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به ، قال : وأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر ، قيل لي : خذ أيهما شئت ، فأخذت اللبن فشربت ، فقيل لي : هديت الفطرة ـ أو أصبت الفطرة ـ أما إنك لو أخذت خمر غوت أمتك» (٢) وأخرجاه من وجه آخر عن الزهري به نحوه.
__________________
(١) تفسير الطبري ٨ / ١٢.
(٢) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٧ ، والأنبياء باب ٢٤ ، ٤٨ ، ومسلم في الإيمان حديث ٢٧٢ ، والترمذي في الأنبياء باب ٢٤ ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٨٢.