ثم أخبر (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) أي لديه يوم القيامة لا فلاح لهم ولا نجاة. قال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم قال لرجل : «ما تعبد؟» قال : أعبد الله وكذا وكذا حتى عد أصناما ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فأيهم إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك؟» قال : الله عزوجل. قال «فأيهم إذا كانت لك حاجة فدعوته أعطاكها؟». قال : الله عزوجل ، قال : «فما يحملك على أن تعبد هؤلاء معه ، أم حسبت أن تغلب عليه؟» قال : أردت شكره بعبادة هؤلاء معه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «تعلمون ولا يعلمون» فقال الرجل بعد ما أسلم : لقيت رجلا خصمني ، هذا مرسل من هذا الوجه ، وقد روى أبو عيسى الترمذي في جامعه مسندا عن عمران بن الحصين عن أبيه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم نحو ذلك. وقوله تعالى : (وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) هذا إرشاد من الله تعالى إلى هذا الدعاء ، فاغفر إذا أطلق ومعناه محو الذنب وستره عن الناس ، والرحمة معناها أن يسدده ويوفقه في الأقوال والأفعال.
آخر تفسير سورة المؤمنون.