[خلع المقتدر وتولية ابن المعتزّ]
ثمّ اتفق جماعة على خلع المقتدر وتولية عبد الله بن المعتزّ ، فأجابهم بشرط أن لا يكون فيها دم. فأجابوه ، وكان رأسهم محمد بن داود بن الجرّاح ، وأبو المثنّى أحمد بن يعقوب القاضي ، والحسين بن حمدان ، واتّفقوا على قتل المقتدر ، ووزيره العبّاس ، وفاتك (١).
فلمّا كان يوم العشرين من ربيع الأوّل ركب الحسين بن حمدان والقوّاد والوزير ، فشدّ ابن حمدان على الوزير فقتله ، فأنكر عليه فاتك ، فعطف على فاتك فقتله (٢) ، ثمّ شدّ على المقتدر ـ وكان يلعب بالصّوالجة (٣) ـ فسمع الهيعة ، فدخل وأغلقت الأبواب ، فعاد ابن حمدان إلى المخرّم ، فنزل بدار سليمان بن وهب ، وأرسل إلى ابن المعتزّ فأتاه ، وحضر القوّاد والقضاة والأعيان ، سوى خواصّ المقتدر ، وأبي الحسين بن الفرات ، فبايعوه بالخلافة ، ولقّبوه بالغالب لله (٤).
__________________
(١) وفيات الأعيان ٣ / ٤٢٦.
(٢) مروج الذهب ٤ / ٢٩٣ ، تجارب الأمم لمسكويه ١ / ٥ ، العيون والحدائق ج ٤ / ق ١ / ٢٠٩ ، المنتظم ٦ / ٨٠ ، ٨١ ، الكامل في التاريخ ٨ / ١٤ ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٨٦.
(٣) الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١٥٣ ، المنتظم ٦ / ٨١ ، الكامل في التاريخ ٨ / ١٤ ، ١٥ وفيه : «يلعب هناك بالبكرة» ، نهاية الأرب ٢٣ / ٢٧ ، والعبر ٢ / ١٠٤ ، دول الإسلام ١ / ١٧٩ ، مرآة الجنان ٢ / ٢٢٥ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٣٥٩ ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٨٦ ، النجوم الزاهرة ٣ / ١٦٥ ، تاريخ الخلفاء ٣٧٨.
(٤) في تاريخ الطبري ١٠ / ١٤٠ : ولقّبوه «الراضي بالله» ، وفي : تجارب الأمم لمسكويه ١ / ٥ ولقّب «المرتضى بالله» ، وفي العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٢١٠ «المرتضى» ، وواضح أن المؤلّف الذهبي ـ رحمهالله ـ ينقل هذا الخبر عن : العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٢٠٩ ، ٢١٠ ، وفي تاريخ حلب للعظيميّ ٢٧٧ «الراضي». وفي الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١٥٤ «المنتصف بالله». والمنتظم ٦ / ٨١ وفيه : لقّب بالمرتضى بالله ، وقال الصولي : «المنتصف بالله». وفي تاريخ ابن الوردي ١ / ٢٤٩ «الراضي بالله» ، العبر ٢ / ١٠٤ ، دول الإسلام ١ / ١٧٩ ، ١٨٠ ، البداية والنهاية ١١ / ١٠٧ وفيه : لقّب بالمرتضى ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٨٦ «الغالب بالله» ، مآثر الإنافة ١ / ٢٧٦ «الراضي».
وذكر ابن تغري بردي عدّة ألقاب في «النجوم الزاهرة ٣ / ١٦٥» فقال : لقّبوه بالمنصف بالله ، وقيل : بالغالب بالله ، وقيل : بالراضي بالله ، وقيل : بالمرتضى ، وفي : تاريخ الخلفاء للسيوطي ٣٧٨ «الغالب بالله» وهو ينقل عن المؤلّف الذهبي. ووفيات الأعيان ٣ / ٤٢٦ وفيه «الراضي بالله».