[وقوع الثلج ببغداد]
وفي كانون وقع ببغداد ثلج كثير ، وأقام أيّاما حتّى ذاب (١)
[هرب زيادة الله بن الأغلب من إفريقية إلى مصر]
وفيها قدم زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية إلى الجيزة ، هاربا من المغرب من أبي عبد الله الدّاعي. وكانت بين زيادة الله وبين جند مصر هوشة ، ومنعوه من الدّخول إلى الفسطاط. ثمّ أذنوا له ، فدخل مصر وتوجّه إلى العراق (٢)
[خروج المهدي عبيد الله من السجن وإظهار أمره]
وفيها انصرف أبو عبد الله الدّاعي إلى سجلماسة ، وافتتحها (٣) ، وأخرج من الحبس المهديّ عبيد الله وولده من حبس اليسع (٤). وأظهر أمره ، وأعلم أصحابه أنّه صاحب دعوته ، وسلّم عليه بالإمامة. وذلك في سابع ذي الحجّة سنة ستّ.
فأقام بسجلماسة أربعين يوما ، ثمّ قصد إفريقية (٥) ، وأظهر التّواضع والخشوع ، والإنعام والعدل ، والإحسان إلى النّاس ، فانحرف النّاس إليه ، ولم يجعل لأبي عبد الله كلاما (٦). فلامه أبو العبّاس ، وعرّفه سابقة أبي عبد الله.
[تخلّص المهديّ من أبي عبد الله الشّيعيّ وأخيه]
ثمّ أراد أبو عبد الله استدراك ما فات ، فقال على سبيل التنصّح للمهديّ :
__________________
(١) الخبر في :
تاريخ الطبري ١٠ / ١٤١ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٧٧ ، والبداية والنهاية ١١ / ١٠٧.
(٢) انظر : الكامل في التاريخ ٨ / ٢٠ ـ ٢٢ و ٤٠ وما بعدها ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٦٣ ، والعبر ٢ / ١٠٥ ، ودول الإسلام ١ / ١٨٠ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢٧٤ ، وتاريخ الخلفاء ٣٧٩.
(٣) انظر إشارة لهذا الخبر في :
العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٢٢٠ ، وهو في : تاريخ ابن خلدون ٣ / ٣٦٤ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ١٦٦ ، ورسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان ١٥٣ و ٢٣٦.
(٤) هو : اليسع بن مدرار.
(٥) رسالة افتتاح الدعوة ٢٤١.
(٦) الرسالة ٢٤٨.