قالوا : ومن لنا به؟
قال : أنا رسول إليكم ، إذا طهّرتم له البلاد. فأجابوه.
وربط عقولهم بأنّه يعلم أسرار الصّلاة والزّكاة والحجّ والصّوم ، وشوّقهم بما أمكنه ، فلمّا استجابوا له بأجمعهم ، جيّش الجيوش ، وجرت له خطوب طويلة ، ولزم الوقار والسّكينة والتّزهّد وعدم الضّحك ، ونحو ذلك.
قلت : يا ما لقي العلماء والصّلحاء بالمغرب من هذا الشّيعيّ. قبّحه الله ولا رحمه. وقد كان أبو إسحاق بن البرذون المالكيّ الّذي ردّ على الحنفية ممّن انتصب لذمّ هذا الشّيعيّ ، فسعوا به وبأبي بكر بن هذيل ، وطائفة.
وكانت الشّيعة تميل إلى العراقيّين لأجل موافقتهم لهم في مسألة التّفضيل ، فحبس هذين الرّجلين ، ثمّ أمر الشّيعيّ أن يضرب عنق ابن البرذون وصاحبه.
وقيل : إنّ ابن البرذون لما جرّد للقتل قيل له : ارجع عن مذهبك ، فقال : أرجع عن الإسلام؟ ثمّ صلبا ، وكان ذلك في حدود الثّمانين ومائتين ، أو بعد ذلك. ونادوا أيّام الشّيعيّ أن لا يفتى بمذهب مالك ، وألّا يفتوا إلّا بمذهب جعفر بن محمد وأهل البيت ، بزعمهم بسقوط طلاق البتّة ، وتوريث البنت الكلّ ، ونحو ذلك (١) ، والله أعلم.
١٧٣ ـ الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب.
أبو عليّ الآمديّ المالكيّ الفقيه.
عن : هشام بن عمّار ، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكيّ ، ويحيى بن أكثم ، وطائفة.
وعنه : أبو بكر الشّافعيّ ، والإسماعيليّ ، وجماعة.
١٧٤ ـ الحسين بن إبراهيم بن عامر (٢).
__________________
(١) انظر أخباره مفصّلة في كتاب : «رسالة افتتاح الدعوة» للقاضي النعمان ، بتحقيق الدكتورة وداد القاضي ، طبعة دار الثقافة ، بيروت. وقد مرّت بعض أخباره في الحوادث من هذا الجزء.
(٢) انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في :
غاية النهاية ١ / ٢٣٧ رقم ١٠٧٩.