يأتمّون بالله وبرسوله وبذي القربى ، والمساكين الّذين أسكنوا معهم في الدنيا والآخرة ، وابن السبيل الذي يسلك مسلكهم. قال عمر : فإذا الخمس والفيء كلّه لكم ولمواليكم وأشياعكم؟!
فقالت فاطمة عليهاالسلام : أمّا فدك فأوجبها الله لي ولولدي دون موالينا وشيعتنا ، وأمّا الخمس فقسّمه الله لنا ولموالينا وأشياعنا كما يقرأ في كتاب الله. قال عمر : فما لسائر المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان؟! قالت فاطمة : إن كانوا موالينا ومن أشياعنا فلهم الصدقات التي قسّمها الله وأوجبها في كتابه فقال الله عزوجل : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ) (١) ... إلى آخر القصّة. قال عمر : فدك لك خاصّة والفيء لكم ولأوليائكم؟! ما أحسب أصحاب محمّد يرضون بهذا!!
قالت فاطمة : فإنّ الله عزوجل رضي بذلك ، ورسوله رضي به ، وقسّم على الموالاة والمتابعة لا على المعاداة والمخالفة ، ومن عادانا فقد عادى الله ، ومن خالفنا فقد خالف الله ، ومن خالف الله فقد استوجب من الله العذاب الأليم والعقاب الشديد في الدنيا والآخرة. فقال عمر : هاتي بيّنة يا بنت محمّد على ما تدّعين؟! ؛ فقالت فاطمة عليهاالسلام : قد صدّقتم جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله ولم تسألوهما البيّنة! وبيّنتي في كتاب الله. فقال عمر : إنّ جابرا وجريرا ذكرا أمرا هيّنا ، وأنت تدّعين أمرا عظيما يقع به الردّة من المهاجرين والأنصار! فقالت ٣ : إنّ المهاجرين برسول الله وأهل بيت رسول الله هاجروا إلى دينه ، والأنصار بالإيمان بالله ورسوله وبذي القربى أحسنوا ، فلا هجرة إلّا إلينا ، ولا نصرة إلّا لنا ، ولا اتّباع بإحسان إلّا بنا ، ومن ارتدّ
__________________
(١). التوبة / ٦٠.