بكر وعمر وعثمان وبقيّة الصحابة من قريش ممّن اجتمع في السقيفة أو الأنصار ثباتا في حرب ، كيوم حنين وغيرها ؛ فأهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هم أنصح وأطوع وأصبر لله ولرسولهصلىاللهعليهوآلهوسلم وهم مع ذلك أقرب للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأحقّ الناس بخلافته.
وقال عليهالسلام في كتاب آخر له إلى معاوية ـ جوابا على كتابه الذي ذكر فيه اصطفاء الله تعالى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم لدينه ، وتأييده إيّاه بمن أيّده من أصحابه ـ :
فلقد خبّأ لنا الدهر منك عجبا ؛ إذ طفقت تخبرنا ببلاء الله تعالى عندنا ، ونعمته علينا في نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هجر ، أو داعي مسدّده إلى النضال .. وزعمت أنّ أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان ، فذكرت أمرا إن تمّ اعتزلك كلّه ، وإن نقص لم يلحقك ثلمه. وما أنت يا ابن هند والفاضل والمفضول ، والسائس والمسوس؟! وما للطلقاء وأبناء الطلقاء ، والأحزاب وأبناء الأحزاب ، والتمييز بين المهاجرين الأوّلين وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم؟! هيهات ، لقد حنّ قدح ليس منها ، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها!
ألا تربع ـ أيّها الإنسان ـ على ظلعك ، وتعرف قصور ذرعك ، وتتأخّر حيث أخّرك القدر؟! فما عليك غلبة المغلوب ، ولا لك ظفر الظافر ، وإنّك لذهّاب في التيه ، روّاغ عن القصد. ألا ترى ـ غير مخبر لك ، ولكن بنعمة الله أحدّث ـ أنّنا قد فزنا على جميع المهاجرين كفوز نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم على سائر النبيّين؟! أو لا ترى أنّ قوما استشهدوا في سبيل الله تعالى من المهاجرين والأنصار ولكلّ فضل ، حتّى إذا استشهد شهيدنا قيل : سيّد الشهداء ، وخصّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه ، ووضعه بيده في قبره؟! أولا ترى أنّ قوما قطّعت أيديهم في سبيل الله ولكلّ فضل ، حتّى إذا فعل بواحد ناما فعل بواحدهم قيل : الطيّار في الجنّة وذو الجناحين؟!
أو لا ترى أنّ مسلمنا قد بان في إسلامه كما بان جاهلنا في جاهليّته ، حتّى