فوق رءوسهم ، واختارهم عليهم؟!
أين الّذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا وحسدا لنا أن رفعنا الله سبحانه ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم؟! بنا يستعطى الهدى لا بهم ، وبنا يستجلى العمى لا بهم. إنّ الأئمّة من قريش ، غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم ... والهجرة قائمة على حدّها الأوّل ما كان لله تعالى في أهل الأرض حاجة من مستسرّ الأمّة ومعلنها ، ولا يقع اسم الهجرة على أحد إلّا بمعرفة الحجّة في الأرض ؛ فمن عرفها وأقرّ بها فهو مهاجر ، ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجّة فسمعتها أذنه ووعاها قلبه ...
ثمّ ذكر عليهالسلام ضلال الخوارج والثواب الخاصّ في مقاتلتهم ، وقال :
أتراني أكذب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟! والله لأنا أوّل من صدّقه فلا أكون أوّل من كذب عليه. وأنا الصدّيق الأكبر ، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر ، وصلّيت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل أن يصلّي معه أحد من الناس.
أنا صفيّ رسول الله وصاحبه ، وأنا وصيّه وخليفته من بعده.
أنا ابن عمّ رسول الله ، وزوج ابنته ، وأبو ولده.
أنا الحجّة العظمى ، والآية الكبرى ، والمثل الأعلى ، وباب النبيّ المصطفى.
أنا وارث علم الأوّلين ، وحجّة الله على العالمين بعد الأنبياء ومحمّد خاتم النبيّين ، أهل موالاتي مرحومون ، وأهل عداوتي ملعونون ..
لقد كان حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كثيرا ما يقول : يا عليّ! حبّك تقوى وإيمان ، وبغضك كفر ونفاق ، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه ، كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك ... (١)
__________________
(١). نهج البلاغة : الخطبة ٢١ ، وقد ذكر للخطبة ولبعض ما ورد فيها مصادر أخرى عديدة من كتب الفريقين.