سنان : رأيت عبد الرحمن بن مهدي لا ينبسط لحديث جعفر بن سليمان قال أحمد بن سنان : استثقل حديثه ، وقال ابن سعد : كان ثقة وبه ضعف وكان يتشيّع ، وقال جعفر الطيالسي عن ابن معين : سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على ما ذكر عنه من المذهب ، فقلت له : أنّ أستاذيك الذين أخذت عنهم ثقات ، كلهم أصحاب سنّة فعمّن أخذت هذا المذهب؟ فقال : قدم علينا جعفر بن سليمان فرأيته فاضلا حسن الهدي فأخذت هذا عنه.
وقال ابن الضريسي : سألت محمّد بن أبي بكر المقدمي عن حديث لجعفر ابن سليمان ، فقلت : روى عنه عبد الرزاق قال : فقدت عبد الرزاق ما أفسد جعفر غيره ـ يعني في التشيع ـ ... قال ابن حبان : كان جعفر من الثقات في الروايات غير أنّه ينتحل الميل إلى أهل البيت ولم يكن بداعية إلى مذهبه وليس بين أهل الحديث من أئمّتنا خلاف ، أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة ولم يكن يدعوا إليها الاحتجاج بخبره جائز» (١). انتهى.
فيلاحظ من نقله لكلمات أئمّة الجرح والتعديل الأمور التالية :
الأوّل : جعلهم حبّ علي عليهالسلام ونقل الرواية في فضائله بدعة ، ويسمونه تشيع ، وهم في ذلك يستحرمون الفريضة العظيمة التي أمر بها القرآن من مودّة القربى.
الثاني : جعلهم الميل إلى أهل البيت مصدر طعن وقدح في الراوي ، وتراهم يفصحون بذلك ويجاهرون به في كثير من تراجم الرواة من غير نكير وهذا شقاق مع الله ورسوله ومحادّة ، وقد طعنوا في كثير من أصحاب علي عليهالسلام وحواريّه بمثل ذلك.
الثالث : إعراضهم عن روايات فضائل أهل البيت عليهمالسلام التي يرويها الثقات ، وكم
__________________
(١). تهذيب التهذيب ٢ / ٦١ ـ ٦٣.