عليها النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فلتقل : إنّي أجد منك ريح المغافير ، أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما فقالت ذلك له ، فقال : لا ، بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ، ولن أعود. فنزلت : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) إلى : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ) لعائشة وحفصة (١).
وقال أيضا :
وأخرج النسائي ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه ، عن أنس : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كانت له أمة يطؤها ، فلم تزل به عائشة وحفصة حتّى جعلها على نفسه حراما ، فانزل الله هذه الآية ...
وأخرج الترمذي ، والطبراني ، بسند حسن صحيح ، عن ابن عبّاس ، قال : نزلت : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ) .. الآية ، في سريّته. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عبّاس (رض) ، قال : قلت لعمر بن الخطّاب (رض) : من المرأتان اللتان تظاهرتا؟! قال : عائشة وحفصة. وكان بدء الحديث في شأن مارية أمّ إبراهيم القبطية ، أصابها النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في بيت حفصة في يومها ، فوجدت حفصة ، فقالت : يا نبيّ الله! لقد جئت شيئا ما جئته إلى أحد من أزواجك ، في يومي وفي داري وعلى فراشي؟ فقال : ألا ترضين أن أحرّمها فلا أقربها. قالت : بلى. فحرّمها ، وقال : لا تذكري ذلك لأحد. فذكرته لعائشة (رض) ، فأظهره الله عليه ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) ، الآيات كلّها ، فبلغنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كفّر عن يمينه وأصاب جاريته (٢).
وأخرج ابن سعد ، وابن مردويه ، عن ابن عبّاس (رض) ، قال : «كانت عائشة وحفصة متحابّتين ، فذهبت حفصة إلى بيت أبيها تحدّث عنده ، فأرسل النبيّ
__________________
(١). الدرّ المنثور ٦ / ٢٣٩ ، سورة التحريم.
(٢). الدرّ المنثور ٦ / ٢٣٩.