وهو تأكيد للتعريض بالصفة المقابلة فيهما.
وب (تائِباتٍ) : نادمات ، وهو تعريض بعنادهما وإصرارهما.
وب (عابِداتٍ) : الطاعة في العبادة ، وهو التعريض بطغيان الطرف المقابل.
وب (سائِحاتٍ) : قيل : الصيام ، وقيل : الهجرة ؛ وعلى الثاني يكون التعريض بهجرة جماعة النفاق والعداء لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وب (ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) : فقد أكثر المفسّرون من الروايات في ذيلها أنّهصلىاللهعليهوآلهوسلم وعد بالزواج من آسية وهي الثيّب ، ومريم وهي البكر في الآخرة ، وكذلك رووا أنّهصلىاللهعليهوآلهوسلم أوصى خديجة عليهاالسلام عند موتها بالتسليم على أظآرها آسية ومريم وكلثم ، فأجابت: بالرفاه والبنين ، وفي ذلك تعريض بأنّهما ليستا زوجتاه في الآخرة.
والحال نفسه في الآيات اللاحقة ؛ إذ التهديد بالنار المتوقّدة والملائكة الغلاظ الشداد ، ثمّ قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) (١) ترغيب في الانتهاء عن الكيد والمواطأة على الدين والنبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال الشوكاني في ذيل الآية :
وأخرج الحاكم والبيهقي في البعث ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : ... الآية ، قال : ليس أحد من الموحّدين إلّا يعطى نورا يوم القيامة ، فأمّا المنافق فيطفأ نوره ، والمؤمن مشفق ممّا رأى من إطفاء نور المنافق ، فهو يقول : (رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) (٢).
وفي الدرّ المنثور عن مجاهد :
قال : قول المؤمنين حين يطفأ نور المنافقين (٣).
__________________
(١). التحريم / ٨.
(٢). فتح القدير ٥ / ٢٥٥.
(٣). الدرّ المنثور ٦ / ٢٤٥.