وقد روى فرار عمر في غزوة حنين البخاري في صحيحه باب قول الله تعالى : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ...) (١) (٢). وذكر الفخر الرازي أنّ من المنهزمين : عمر وعثمان (٣). وذكر مصحّح كتاب المغازي أنّ صاحب شرح نهج البلاغة ذكر عنه : أنّ من الفارّين ممّن ولى : عمر وعثمان ، وأبدلت النسخة ب : فلان (٤). وذكر فرارهما الآلوسي(٥). وفي الدرّ المنثور روى عن عمر بن الخطّاب قوله : فلقد رأيتني أنزو كأنّني أروى (٦). والطبري(٧).
وفي غزوة خيبر روي : «أنّه بعث رسول الله أبا بكر فرجع منهزما ومن معه ، فلمّا كان من الغد بعث عمر فرجع منهزما يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابه» (٨). وقد عيّر وأعاب سعيد بن العاص ـ أخ خالد بن سعيد بن العاص ـ عمر بن الخطّاب خوفه وجبنه عن قتال الروم. وكان عمر يقول ـ إذا ذكر الروم ـ : «والله لوددت أنّ الدرب جمرة بيننا وبينهم ، لنا ما دونه وللروم ما وراءه» ؛ لما كان يكره قتالهم (٩).
وفي معركة بدر كان موقف أبو بكر وعمر معروفا من تثبيط رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن حرب قريش ؛ إذ قالا : «إنّها والله قريش وعزّها ، والله ما ذلّت منذ عزّت ، والله ما آمنت
__________________
قال الحاكم ـ بعد إخراجه ـ هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.
وقد أورده الذهبي في التخليص مصرّحا بصحّته أيضا.
وذكر فرار أبي بكر في أحد في : الطبقات ـ لابن سعد ـ ٣ / ١٥٥ ، السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ ٣ / ٥٨ ، كنز العمّال ١٠ / ٢٦٨ ، تاريخ الخميس ١ / ٤٣١ ، حياة الصحابة ١ / ٢٧٢ ، والبداية والنهاية ٤ / ٢٩.
(١). التوبة / ٢٥.
(٢). صحيح البخاري ٣ / ٦٧.
(٣). مفاتيح الغيب ٩ / ٥٢.
(٤). المغازي ـ للواقدي ـ ١ / ١٨.
(٥). روح المعاني ٤ / ٩٩.
(٦). الدرّ المنثور ٢ / ٨٨.
(٧). تاريخ الطبري ٤ / ٩٥ ـ ٩٦.
(٨). مجمع الزوائد ٩ / ١٢٤ ، المستدرك على الصحيحين ـ للحاكم ـ ٣ / ٣٧.
(٩). تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٣٣ وص ١٥٥.