__________________
قال الراوي : «لمّا قال ذلك وانصرفت عنه وجعلت انتظر الجمعة ، فلمّا كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا السكك غاصّة من الناس لا أجد سكّة إلّا يلقاني الناس ، قال : قلت : ما شأن الناس؟! قالوا : مات سيّد المسلمين أبي بن كعب».
وروى ذلك الحاكم في مستدركه ٢ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ وج ٣ / ٣٠٤ ، وفي سنن النسائي في كتاب الإمامة ٢ / ٨٨ رقم ٧٧٩٢٣ ، وفي مشكاة المصابيح : ٩٩ ، بسنده عن قيس بن عبادة ، وفيه : «ثمّ استقبل القبلة فقال : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة ـ ثلاثا ـ ثمّ قال : «والله ما اسى عليهم ولكن على من أضلّوا».
وفي النهاية ـ لابن الأثير ـ : «ومنه حديث أبيّ : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة. يعني : بيعة الولاة» ، والولاة لا بيعة لهم وإنّما هي للخلفاء وقال بعضهم : إنّ موت أبيّ بن كعب يوم الخميس ، قبل يوم الجمعة الموعود ، لعلّه خنقته الجنّ ، كما قتل سعد بن عبادة بسهم الجنّ!!!
ورواه عنه مثله في حلية الأولياء ١ / ٢٥٢. ورواه أحمد في مسنده (مسند الأنصار ٢٠٣١٠) ؛ وفيه : «ثمّ حدّث فما رأيت الرجال متحت ـ ذللت ـ أعناقها إلى شيء متوجّها إليه. قال : فسمعته يقول : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة ، ألا لا عليهم اسى ولكن اسى على من يهلكون من المسلمين».
وروى حادثة الاغتيال في العقبة السيوطي في الدرّ المنثور ٣ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، وعبّر عنهم بأنّهم : «ناس من أصحابه» ، وروى السيوطي في ذيله : أنّ حذيفة قال : «يا رسول الله! فنضرب أعناقهم؟! قال : أكره أن يتحدّث الناس ويقولوا : إنّ محمّدا وضع يده في أصحابه». ومثله في دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٥ / ٢٥٦ ـ ٢٦٧.
وذكر ابن عبد البرّ في الاستيعاب ـ في ذيل الإصابة ـ ٢ / ٣٧٢ ، في ترجمة أبي موسى الأشعري : «أنّ حذيفة قال فيه كلام كرهت أن أذكره» ، ولكنّ ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٣ / ٣١٤ ـ ٣١٥ قال : «أنّه كان من أصحاب العقبة» ، كما عن حذيفة وعمّار. ولاحظ : كنز العمّال ١٤ / ٨٦.
وروى ذلك عن حذيفة ـ أنّ أبا موسى الأشعري من المنافقين ، أي الّذين اختصّ حذيفة بمعرفتهم ، وهم أصحاب العقبة ـ الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٩٣ وج ٣ / ٨٢ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٢ / ٩٣ ، والمزّي في تهذيب الكمال ٤ / ٢٤٤ ؛ وروى الصدوق أسمائهم في الخصال ٦ / ٤٩٩.
وفي شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ١٠٣ : «أنّهم كانوا اثني عشر رجلا ، منهم : أبو سفيان».