للتسديد اللدنّي ونحوه.
وهكذا الحال في حكومة أمير المؤمنين (ع) ; فإنّ حاكمية سيّد الأوصياء بعد حاكمية الله ورسوله التنفيذية ، بتوسّط ما يطلع (عليهالسلام) عليه من إرادات الله تعالى ومشيئاته ، وإرادت الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من بعد ذلك.
فقصرهم عصمة الرسول في التبليغ للأحكام الشرعية ناشئ من قصرهم حاكمية الباري تعالى في التشريع دون التنفيذ ، وإلاّ لكان عليهم الإقرار بعصمته في التدبير السياسي ، وفي كلّ شؤون سيرته (صلىاللهعليهوآلهوسلم).
ويكفيك شاهداً ـ إجمالاً ـ على ذلك ما مرّت الإشارة من أنّ أسباب النزول كما هي موارد شرح للتشريع الكلّي النازل في القرآن الكريم ، كذلك هي موارد لتدخّل الباري تعالى تفصيلاً وتنفيذاً ; فالتصرّف فيها كان بوحي من السماء ، كما هو الحال في غزوة بدر ، وصلح الحديبية ، وغيرها ممّا سيأتي الإشارة إليه.
الحادي عشر : استدلالهم بموارد من الآي التي فيها عتاب منه تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأنّه اعتراض منه عليه ، ممّا يقضي بأنّ الفعل في تلك الموارد لم يصدر بوحي ، بل استشهدوا أيضاً بموارد أُخرى من الآي تضمّنت العتاب لبقية الأنبياء (عليهم السلام) ..
منها : (عَفَا اللّٰهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ).
و (عَبَسَ وَتَوَلّٰى * أَنْ جٰاءَهُ الْأَعْمىٰ).
و : (ومٰا كٰانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرىٰ حَتّٰى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ) (١).
و : (يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مٰا أَحَلَّ اللّٰهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضٰاتَ أَزْوٰاجِكَ وَاللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٢).
و : (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللّٰهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّٰاسَ وَاللّٰهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشٰاهُ) (٣).
و : (وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدىٰ) (٤).
__________________
(١) سورة الأنفال ٦٧ : ٨.
(٢) سورة التحريم ١ : ٦٦.
(٣) سورة الأحزاب ٣٧ : ٣٣.
(٤) سورة الضحى ٧ : ٩٣.