و : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمٰا تَأَخَّرَ) (١).
و : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخٰاسِرِينَ) (٢).
و :(وَلَوْ لاٰ أَنْ ثَبَّتْنٰاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) (٣).
و : (لَقَدْ تٰابَ اللّٰهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهٰاجِرِينَ وَالْأَنْصٰارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سٰاعَةِ الْعُسْرَةِ)(٤).
مع أنّ الآية الأخيرة في قراءة أهل البيت (عليهم السلام) : ((لقد تاب الله بالنبيّ على المهاجرين والأنصار ....)).
وغيرها من الموارد التي ربّما يموّهون بها ، مع وصف الباري تعالى لنبيّه : (مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَمٰا غَوىٰ * وَمٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ * إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ) ، فنفى عنه مطلق الضلال ، وهو يقتضي العصمة في العلم ، كما يقتضي العصمة في مقام العمل من المخالفة السهوية والخطأ ، كما أنّ نفي مطلق الغواية عنه يقتضي العصمة في مقام العمل عن المخالفة العمدية ; فهذان وصفان أوّلان ، ثمّ تلاهما تعالى بوصفين آخرين ، أحدهما : (مٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ) والآخر : (إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ) ..
ونفي النطق عن الهوى مطلق في كلّ سلوكياته (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، ولا يخصّ مقام التبليغ ، كما ادّعاه جملة من المفسّرين من دون شاهد ، مع كون الطبيعة في سياق النفي يفيد الإطلاق معضّداً ذلك بنفي مطلق الضلال ، ونفي مطلق الغواية ، في مطلق سلوكياته ، وسيرته ، وأفعاله ، وأقواله ، وتقريره (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على صعيد الحكومة والتدبير ، وعلى صعيد تربية الأُمّة على سُنن الهدى والحقّ ، وتزكيتها بطريق الرشد والحكمة.
والوصف الرابع في سورة النجم هو : (إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ) والضمير بحسب السياق مع الأوصاف الثلاثة المتقدّمة يعود إليه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، فيكون مفاد الوصف : أنّه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بتمامه وتمام شؤونه وحي يوحى ، نظير التعبير : ((زيد عدل)) ، وإعادة
__________________
(١) سورة الفتح ٢ : ٤٨.
(٢) سورة الزمر ٦٥ : ٣٩.
(٣) سورة الإسراء ٧٤ : ١٧.
(٤) سورة التوبة (براءة) ١١٧ : ٩.